قبلوا أرجلها.. أسامة جلال
عندما كان عمري سبع سنوات فقدت أمي.. وفي كل عام في مثل هذا اليوم أجد الناس حولي تحتفل بأمهاتهم.. وأتذكرها.
عندما كنت صغيرا.. كنت آخذ جانبا وأبكي دون أن يراني أحد.. أختلس البكاء.. شوقا لأمي وحضنها الذي لم أنعم به كثيرا.
عندما كبرت قليلا.. كنت أشاهد لهفة أمهات أصدقائي عليهم.. أتساءل.. من يخاف علي كأمي.. من يعوضني إياها.
عندما كبرت أكثر.. كنت أحمد الله كثيرا على وجود أبي (رحمه الله) الذي عوضنا بعضا قليلا عن أمي .. ومنحني الكثير كأب.
عندما فقدت أبي.. أحسست أنني أمشي في صحراء جرداء عاريا.. لا ألتحف سوى قسوة الحياة.. وغدر الزمن.
عندما تزوجت ورزقني الله بأبنائي.. أحاول أن أسعد أمهم لأن سعادتها سعادتهم.. وكونها أمهم أهم من أي شيء آخر.
كلمة اقولها لكل من يعيش الآن وأمه على قيد الحياة.. ثق تماما أنك لا تعلم قيمة أمك الحقيقية ولن تعلمها إلا عندما تفقدها.. حاول أن تتقرب إليها أكثر وأكثر.. قبل أرجلها.. ونم عند أرجلها.. وعش تحت أرجلها.. فالأم مهما قالوا عنها لن تعوض ولا تعوض.
رحمك الله يا أمي.. ورحمك الله يا أبي يامن عشت ومت وأنت دائما تحاول أن تعوضني عن أمي ودائم الحديث عن أمي.
قبلوا أرجلها.. أسامة جلال