وسط حالة من الذعر في موسكو والاضطراب التي سيطرت علي العاصمة الروسية, تعهد الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف بأن بلاده لن تتهاون في اقتلاع الارهابيين من أراضيها.
ومواصلة الحرب ضد الإرهاب دون تردد وحتي النهاية. وذلك عقب الهجمات الانتحارية التي هزت موسكو صباح أمس حيث فجرت سيدتان انتحاريتان نفسيهما في اثنتين من محطات مترو الأنفاق بوسط موسكو في ساعات الذروة الصباحية, مما أسفر عن مصرع38 شخصا وإصابة ما لايقل عن64 آخرين, وفقا للتقارير الأولية عن الاعتداءين المتزامنين. وأوضحت متحدثة باسم وزارة الاحوال الطوارئ الروسية أن الانفجار الأول وقع في قطار إثر توقفه في محطة لوبيانكا في وسط موسكو قرب مقر أجهزة المخابرات الروسية, أعقبه بدقائق قليلة انفجار ثان في عربة قطار اثناء توقفه في محطة بارك كولتوري في وسط العاصمة الروسية ايضا. كما تعهد رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين بالقضاء علي الارهابيينالذين يقفون خلف الهجومين الانتحاريين, وقال خلال زيارة لمدينة كراسنويارسك في سيبيريا أنا واثق من أن الأجهزة الامنية ستفعل كل ما يمكن فعله لإلقاء القبض علي مدبري الهجومين ومعاقبتهم. و من ناحيتها حملت أجهزة الأمن الروسية المتمردين الشيشان مسئولية الاعتداءين. وقال الكسندر بورتنيكوف رئيس جهاز الأمن الفيدرالي الروسي إن الفرضية الاولي تقول أن الاعتداءين نفذتهما مجموعات ارهابية مرتبطة بمنطقة القوقاز الشمالي. ونحن نعتبر هذه الفرضية, الفرضية الرئيسية, وهي منطقة روسية تقطنها اغلبية مسلمة وتشهد منذ سنوات تمردا, فيما سارعت الرئاسة الروسية بتوجيه أوامر فورية للسلطات في جميع المطارات الروسية وسائر وسائل النقل العام في جميع أنحاء البلاد لتشديد الإجراءات الأمنية تحسبا لأي تفجيرات مشابهة. ومن المتوقع أن تشمل هذه الإجراءات مجسات للكشف عن المعادن وتقنيات حديثة لتفتيش المسافرين والركاب. وأكد المسئولون رفع درجة التأهب الأمني إلي أقصي مستوياتها. يأتي ذلك في الوقت الذي سارع فيه عمال الإنقاذ إلي الموقعين لكن وكالة ايتار تاس الروسية للأنباء أشارت إلي أن سيارات الاسعاف واجهت صعوبات في الوصول إلي موقعي الانفجار بسبب الازدحام الشديد في وقت الذروة الصباحية. الأمر الذي دفع السلطات الروسية للاستعانة بطائرة هليكوبتر تابعة لأجهزة الطواريء هبطت في ساحة لوبيانكا التي تضم مقر جهاز المخابرات الفيدرالي الروسي الذي حل محل جهاز كي جي بي السوفيتي. وفي الوقت الذي أغلقت فيه المحطات التي وقع فيها الانفجاران, كانت خطوط اخري للمترو لا تزال تعمل بينما كثفت الشرطة عمليات التفتيش علي هويات الركاب وامتعتهم. وكان رئيس المخابرات الفيدرالية الكسندر بوروتنيكوف يعد تقريرا للرئيس الروسي فلاديمير بوتين حول الوضع. في نفس الوقت الذي نفت فيه السلطات شائعات عن وقوع انفجار ثالث في محطة مترو أخري. بينما سارعت لجنة الادعاء الروسي للتحقيق بفتح تحقيق جنائي حول الاعتداءين, وفقا للمادة205 من القانون الجنائي الروسي الإرهاب. وفي أول رد فعل اقتصادي, تعرض الروبل الروسي لتراجع ملحوظ في بداية التعاملات في البورصة أمس بعدما دفعت تفجيرات موسكو المضاربين لتفادي المخاطرة مما عزز الطلب علي الأصول الآمنة مثل الدولار. ومن ناحيته, أدان أمين عام منظمة حلف شمال الأطلنطي آندرس فوج راسموسن الاعتداءات الإرهابية في محطات المترو في موسكو التي أسفرت عن مقتل ما لا يقل علي40 شخصا.