ظهر فجأة شرخ كبير بعمق 20 مترًا في الأرض بمنطقة غرب العاصمة الكينية نيروبي، ويستمر الشرخ الغامض في الاتساع، وتسبب في هز الأرض بالمنطقة، وانهار بسببه جزءًا من الطريق السريع "نيروبي - ناروك".
ويفسر عالم الجيولوجيا بن أندروز، الأستاذ بمعهد سميثسونيان، سبب الشرخ قائلًا: "السبب هو حركة الصفائح التكتونية للأرض بالمنطقة".
وهذه الصفائح هي عبارة عن تسع صفائح كبيرة، واثنتى عشرة صغيرة، وهي تمثل الطبقة الصخرية الصلبة التي تحيط بالكرة الأرضية، وتتحرك الصفائح بشكل بطيء جدًا فوق الطبقة اللدنة لوشاح الأرض، ويصاحب تحركها أنشطة زلزالية وبركانية على طول حدودها.
وقال أندروز، حسبما ذكرته شبكة سي بي إس: "تغطي الصفيحة التكتونية النوبية قارة إفريقيا بأكملها تقريباً، بينما تضم الصفيحة الصومالية نصف الساحل الشرقي لأفريقيا، من خليج عدن في الشمال إلى ديربان وجنوب إفريقيا في الجنوب.
وهذان اللوحان يبتعدان عن بعضهما بمعدل 2.5 سم في السنة في المتوسط. وهذا يعني أن عملية التحول يمكن أن تتسبب في انقسام أفريقيا إلى قسمين - وإن لم يكن ذلك لمدة نحو 50 مليون سنة - مما قد يسفر عن ابتعاد الصومال وكينيا وتنزانيا ونصف إثيوبيا عن باقي أجزاء القارة.
وتقع هذه الدول في منطقة يُشار إليها من قبل الجيولوجيين بالوادي العظيم المتصدع. ويبدو أن الصدع الحالي موجود في المنطقة العامة للحدود الخاصة بالصفيحتين النوبية والصومالية.
ويأتي ذلك فيما يقدم جيولوجيين آخرين، مثل ويندي بوهون، تفسيرات أقل تدميرًا للعالم، ويعتقدان أن الشرخ الحادث قد نشأ ببساطة بسبب الأمطار الغزيرة.
ويعتقد الباحثان أنها مجرد شقوق أرضية، وهو نفس الشيء الذي يحدث في أريزونا بعد عواصف الأمطار الغزيرة نتيجة لأمطار غزيرة أثقل تأتي وتغسل أجزاء كبيرة من التراب في الأرض.
وفي تصريح من العالم بوهون لشبكة سي بي إس نيوز، قال إن ما حدث لم يكن نتيجة للتكتونيات، ولكنه حدث نتيجة للطقس، ويتكون الجزء الأبعد من الأرض، والذي يُسمى الغلاف الصخري من الصفائح التكتونية التي تنجرف على طول السطح بسرعات مختلفة.
فعندما تصطدم أو تفصل، فإنها تسبب الزلازل. ومع مرور الوقت، تشكل نفس العمليات الصدوع والتلال والجبال والصدف. ويعتقد العلماء أن هذه الألواح تنزلق ببطء عبر السطح السائل لغطاء الأرض، المصنوع من صخور سائلة فائقة السخونة تبدأ من 80 إلى 190 كيلومترًا تحت السطح.