قتل نحو 120 شخصا على الأقل في إندونيسيا في مد بحري ضرب جزر منتاواي غربي سومطرة كان سببه زلزال قوي، ونشاط بركاني في منطقة جاوا.
وأوضح رئيس البرلمان المحلي لمنتاواي أن الزلزال الذي ضرب الجزر مساء أمس -وبلغت قوته 7.5 درجات على سلم ريختر- سبّب موجات تسونامي بلغ ارتفاعها أحيانا ستة أمتار، اجتاحت قرى ساحلية وجرفت مئات المنازل.
وتحدث ناطق باسم وكالة إدارة الحالات الطارئة عن عشر قرى جرفها المد الذي سببه الزلزال الذي كان على عمق 20.6 كيلومترا، وتبعته هزتان ارتداديتان كبيرتان قوتهما 6.1 و6.2.
وحسب نائب في جزر منتاواي قتلت موجات المد 108 أشخاص، وفقد بسببها 502 آخرون، لم يستبعد مع ذلك مسؤول حكومي محلي أن يكون بعضهم لجؤوا إلى مناطق عالية هربا من موجات المد.
تحذير تسونامي
وأعلنت السلطات أمس تحذيرا من حدوث تسونامي، سحبته بعد ساعة من وقوع الزلزال بناء على معلومات وردت من جزيرة سومطرة.
وقال مصدر في جاكرتا إن السلطات عندما سحبت التحذير لم تأخذ بعين الاعتبار جزرا متناثرة أخرى تعد بالعشرات، وهو قرار خاطئ يتخذ لثاني مرة، ولقي انتقاد البرلمان الإندونيسي كما قال مراسل الجزيرة.
وتحدث المراسل عن فريقِ خبراء أرصاد حذر قبل عشرة أيام من احتمال تعرض المنطقة لزلزال تبلغ قوته 8.9 درجات قد يقتل 150 ألفا.
ولا توجد رحلات تجارية إلى الجزر، وبلوغها من سومطرة بالمركب قد يستغرق نصف يوم على الأقل.
وأعلن الرئيس سوسيلو بامبانغ يوديونو جزر منتاواي منطقة منكوبة تتطلب معونة عاجلة.
وكانت أعنف موجة مد بحري تضرب إندونيسيا على الإطلاق تلك التي حدثت في 2004 وقتلت 168 ألف إندونيسي.
جبل النار
وتقع إندونيسيا فوق ما يعرف بـ"حزام النار" الذي يجعلها تشهد نشاطا زلزاليا وبركانيا كثيفا.
فقد بدأ بركان جبل ميرابي في جزيرة جاوا ثورانه، وتدافعت من فوهته لثلاث مرات سحب ساخنة ورماد وصخور بركانية.
وانطلقت منه موجة دخان ساخن امتدت خمسين مترا في الهواء، وتسببت في مقتل 13 بينهم رضيعة أصيبت بضيق في التنفس، حسب ما ذكر مسؤولون ووسائل إعلام محلية.
وأعلنت السلطات المناطق المحيطة بالبركان ميرابي (والذي يعني حرفيا "جبل النار") منطفة خطرة وأجلت الآلاف إلى مخيمات مؤقتة، وطلبت من بقية السكان مغادرة منازلهم.
ودفعت الهزات التي أحدثها ثوران البركان، والغبار والرماد الساخن والأمطار المختلطة به، السكان إلى النزوح.
ونقل مصدر عن خبراء قولهم إن الدخان الساخن مقدمة لتفتت الصهارة المتجمدة في قمة قصبته، وبالتالي لنشاط لاحق يكون أكبر.
وقبل بضعة أسابيع استفاق بركان سينابونغ من سبات استمر أربعة قرون، وأجبر ثورانه الآلاف على النزوح.