ابداعه الجديد روايه بعنوان "حكر الانصاري".. لمعت فكرتها في " الزمن الاخواني"
الروائي محمود عبد الباسط : لدينا " ثوره في الكتابه" لافي السياسه!
 
 
 
حساسية الروايه جعلتني اكتبها بحرص شديد .. حتي لا اظلم احدا!
عصر الثورات انتهي.. وليس هناك من ثوره الا ثورة يوليو 1952
مصر هي محور روايتي .. وغاية املي ان ان اراها تصل الي بر الامان.
اخشي مااخشاه ان يتزايد عدد الفقراء وان نعود الي عصور الاقطاعيين!
هذا الاسلوب افضله.. وتلك ثقافتي .. وهذه هي قضيتي الاساسيه!
نجيب محفوظ هو حكاء العشوائيات بامتياز ..تأثرت به كما تاثرت بفيكتور هوجو وشارلز ديكنز
يعجبني علاء الأسوانى فهو يسحرنى بأسلوبه السلس وإستخدامه الرائع لطريقة القطع السينمائى.
-----------------------حوار بقلم : محمود الشربيني----------------
----------------------------------------------------------------------
----------
لن نري مصر الحقيقيه الا علي هذه الضفاف
الضفاف الادبيه .. نثرا وشعرا .. ادبا وفنا .. روايه وقصه قصيدة ومسرحيه شعريه!
علي هذه الضفاف لانتطهر او نتمتع او نغسل همومنا فقط ونستمتع بهذا التطهر .. وانما نكتشف اين نحن والي اين
نحن بحاجه الي كل طاقة نور من كل مبدع .. بل من كل عقل يفكر .
عندما تقع عيناي علي اديب او قاص او شاعر او ناقد ، او علي اصدار جديد لاي من هؤلاء ، يتحرك بداخلي بقوه شيء دفين ..
ابحث علي الفور عن الرؤيه في داخله .. عن الراي في عقله.. عن الابداع في وجدانه. عن الوطن كيف هو في عينيه
قبل ايام تحدثت معي مبدعه حاورناها علي صفحات الميدان . حدثتني عن روائي شاب وقع روايته الجديده - هي الاصدار الثاني له في مسيرته- قبل ايام ..
انه محمود عبد الباسط .. الذي اخترت ان اقدمه بابداعه .. فمايقوله عن روايته الجديده حكر الانصاري.. يستحق الانتباه والالتفات
حكر الانصاري روايه بدات بذورها تختمر في ذهنه منذ منتصف العام 2012 ، وتحديدا نع بداية حكم الاخوان لمصر.. روايه متاثره بالاحداث السياسيه العاصفه ، تدور احداثها في " حكر"!
نحن اذن امام عالم مثير للتامل .. الحياه في " حكر" حتما تعني حياة البسطاء والفقراء والمهمشين. ساحه عريضه وقماشه اعرض لطرح هموم الملايين في مصر
هذا هو العمل الثاني لمحمود عبد الباسط( الاول كان بعنوان لدغة النوستالجيا) ولكنه يري العمل الجديد هو الاقرب الي نفسه والافضل ايضا
تعالوا معا نطل علي عالم محمود عبد الباسط وفقرائه ومهمشيه، المتخمين بالفقر والجهل والمرض
----------------------------------
من هنا اختمرت فكرتها برأسي!
--------------------------------------
* كيف اختمرت فكرة الروايه الحساسه برأسه؟ السؤال لي والاجابه له .. للروائي محمود عبد الباسط قال لي :
- في البداية... الرواية بدأت بذورها منذ منتصف عام 2012 ، وتحديدًا مع بداية حكم الإخوان لمصر ، تأثرت وقتها بالأحداث السياسية التى أعقبت ثورة 25 يناير ، وكيف كانت الحياة فى مصر قبل وبعد الثورة ، القصص الشعبية كانت لها دور فى بناء الفكرة لدىّ ، فكان هنا الجانب الصعب ، وهو كيف أن تصنع قصة شعبية داخل حى شعبى تحكى فيها أحداثًا مماثلة لما يحدث فى الواقع المحيط بك ، ودون كذب أو إفتراء أو طمس للأحداث ، ومن هنا .. بدأت تختمر الفكرة فى رأسى .
وفى هذه الخطوة ، يأتى الجزء الأثقل والأكثر مللًا ، وهوتحويل الفكرة إلى نص مكتوب ، من أصعب مايواجه أى روائى أو كاتب عامةً ..أن يكتب عملًا أدبيًا يعلم أنه سيتم نشره ويراه الناس ، وبالتالى فهو مسئولً مسئولية كاملة عن كل حرف يُكتب فيه ، رواية بهذه الحساسية كنت أكتبها بمنتهى الحرص والتأنى حتى لا أظلم شخصية معينة حتى لو كانت من وحى الخيال .
يضيف:
رأيت أن الحكر هو أنسب مكان لتدور داخله أحداث الرواية ، الحكر هومكان فقير جدا ومُهمَل للغاية ، هو مصطلح مصرى يُطلق على بعض العشوائيات داخل مصر من أمثاله على أرض الواقع ( حكر أبو دومة – حكر التبين ) لم أجد مكان أفقر من هذا ليعبر بصورة واضحه عن مدى الفقر والجهل الذى يعيشه أبطال القصة ، بجانب أن كلمة حكر مستوحاة من الإحتكار ، وهى أحد الأفكار التى بُني عليها عصب الرواية ، وكيف دار الصراع بين قاطنى هذا الحكر ، وأفكارهم المتعددة ، بدأت أتابع الأحداث الهامة من الثمانينات وحتى الآن ، وفى نهاية عام 2014 ..إنتهيت أخيرا من كتابة الرواية .
هذا من داخل الروايه .. فماذا عن خارجها؟
الاجابه له ايضا.. يقول محمود:
..خارج الروايه .. انا فى كتاباتى عامة أتأثر بكُتاب عدة ، داخل مصر الأديب الكبير نجيب محفوظ حكاء العشوائيات ، والأستاذ علاء الأسوانى الذى يسحرنى بأسلوبه السلس وإستخدامه الرائع لطريقة القطع السينمائى فى السرد ، أما خارج مصر فيوجد تشارلز ديكنز وفيكتور هوجو .
------------------------------------------------
مصر بين معرضين.. قبل الثوره وبعدها!
----------------------------------------------
سألته:
فماذا عن مصر علي ضوء الروايه.. حدثنا عن مصر علي ضوء الثوره مصر بين معرض كنت تجوله قارئا وتجوله الان مبدعا؟
مصر هى محور الرواية فى الأساس ، فالرواية تحكى قصة حى شعبى تشابهت أحداثه مع الأحداث التى دارت ومازالت تدور فى مصر على الصعيد السياسي .
أما بالنسبة للمعرض فأنا آخر شىء توقعته فى حياتى أن يكون لى كتاب ضمن مجموعة الكتب المعروضه فى المعرض ، رغم أننى أكتب منذ وأنا فى الثالثة عشر من عمرى ، إلا أننى لم أتخيل تمامًا أن أنشر عملًا أدبيًا ، ورغم أن هذه تجربتى الثانية حيث صدرت لى رواية فى العام الماضى بعنوان( لدغة النوستالجيا )، إلا أن الرواية الحالية تعتبر الأقرب والأفضل بالنسبة لى .
--------------------
كواليس الكتابه..
--------------------
وماذا عن كواليس الكتابه كيف تستعد كيف تكتب كيف تستلهم الافكار؟

الكتابة هى متعتى وعذابى ، شىء ممتع جدا أن تنسج حياة كاملة من صنعك أنت ، وتكون أنت المتحكم فى مصير جميع أبطالها ، لكنه فى نفس التوقيت شىء مرهق وصعب أن تنسج أحداثًا وشخصيات وتربطها ببعضها ، ليست لى طقوس محددة فى الكتابة ، فأنا أكتب وقتما أشعر أننى أستطيع أن أنتج أفكارًا جديدة ، وهذه الأفكار غالبًا ما أستلهمها من قراءاتى أو الواقع المحيط بى .
-------------------------------
هذاأسلوبي وتلك قضيتي ..
------------------------------
كيف هو اسلوبك المفضل هل تميل الي السرد والحكي ام التصوير والبلاغه والوصف ام تميل الي الدراما ؟
•-فى معظم كتاباتى أميل إلى الدراما أكثر .

*ماهي قضيتك الاساسيه كمبدع وكاتب هل تنتمي الي مدرسه معينه في الكتابه ؟ الاشكاليه او الثنائيه اياها للفن ام للحياه؟

•-بمنتهى البساطة .. لا أنتمى إلى مدرسة معينة ، أكتب فقط ما أراه جيدًا .
------------------------------------------
..وهذه ثقافتي وهذا موقفي السياسي!
-------------------------------------------
حدثني عنك عن دراستك عن ثقافتك؟ عن كونك ثائرا اومحافظا او راديكاليا.. ام انك وسطي؟ ام مستقل وماليكش في السياسي؟ انت مع الاستحقاق الانتخابي ام ....؟

بالنسبة لدراستى فهى كانت بعيدة تماما عن المجال الأدبى ، فأنا تخرجت من كلية التجارة وأعمل حاليا محاسبا فى قطاع التأمين ، وتوجهى السياسي مستقل فلست أنتمى إلى تيار بعينه . غاية املي أن يعبر هذا البلد إلى بر الأمان .. فقط هذا كل ماهنالك.
---------------------------------------------
بر الامان؟ فماذا عن العدل.. عن الفقر؟
--------------------------------------------

*قلت لمحمد عبد الباسط:العدل الاجتماعي وحقوق الفقراء والمهمشين هل نحن في طريقنا لاعادة الاعتبار اليهم ام اننا سنتركهم للطوفان؟
.. والاجابه له .. يقول:
•-بمتهى الأمانة والحيادية ، أجد ان عدد الفقراء آخذ فى التزايد المستمر ، الطبقة الوسطى فى طريقها للتآكل ، و أخشى بدون مبالغة أن تعود مصر فى يومًا من الأيام لعهد الإقطاعيين !!.

* فإذن .. مصر هل هي حبلي بالسياسه ام حبلي بالثوره؟

•- الحقيه ان زمن الثورات إنتهى ، أعذرنى إذا قلت لك أن آخر ثورة قامت بها مصر كانت عام 1952.

*هل يستطيع الادب ان يغير راي المجتمع وان يشكل اتجاها آخر مختلف؟

•- اري انه من الممكن للادب أن يساهم في تغيير أفكار المجتمع فقط .
-----------------------------
الادب في عصر الفضائيات
-------------------------------
* فماذا عن الادب في عصر الفضائيات.. هل لايزال له بريقه ودوره التعبيري.. ام ان الفضائيات تسبقه وتتفوق عليه؟
•-الأدب لا يتعارض مع التطور أبدًا ، بل بالعكس ، لابد أن نستغل اى تطور تكنولوجى لإثراء الحياة الأدبية ، لا أعتقد أن الفضائيات أو غيرها من أشكال الميديا هى من أبعدت الناس عن الأدب ، بل أفكارهم هى التى تبدلت وتحورت ..آسف إن قلت للأسوأ!
-------------------------------------
ثورة الكتابه .. والمبدعون الجدد
------------------------------------
*الجيل الجديد من المبدعين.. هل اطللت عليه.. ومن يعجبك من المبدعين الجدد؟

•-لدينا مايشبه "الثوره في الكتابه".. ثوره في كتابات الشباب حاليا.. نحن امام طفرة فى الحياة الأدبية ..من وجهة نظرى ، فعدد الكُتاب فى تزايد ،مما اسهم بدوره في زيادة عدد القراء ، وتقديري ان هذا "سلاح ذو حدين" ، فإما أن يخدم المسيرة الادبية ويساعد فى سيرها فى الطريق الصحيح ، أو يشوهها ويطمس جمالها ...
- اما عن المبدعين الجدد فيعجبنى جدا أسلوب محمد صادق وأحمد مراد .

* فماذا عن الحركه النقديه هل هي موجوده وتخدم الادب ام متاكله ولاوجود لها؟

•-حقيقةً أراها ليست كما كانت عليه ، وإن كنت أعذر النُقاد بسبب كثرة الأعمال الأدبية المعروضة