في إطار التوتر المشتعل بين إسلام أباد وواشنطن‏,‏ استعرت حرب الشاحنات في باكستان أمس‏.‏ فقد أعلنت الشرطة أمس أن مسلحين باكستانيين أشعلوا النيران في‏25‏ شاحنة.

 تنقل إمدادات إلي قوات حلف شمال الأطلنطي‏(‏ الناتو‏)‏ في افغانستان‏ ‏ فيما تعد أحدث حلقة في سلسلة الهجمات علي خطوط الإمداد لقوات الناتوعبر الحدود الباكستانية‏-‏ الأفغانية‏.‏ واستهدف الهجوم شاحنات الصهريج لنقل الوقود علي طريق آخر للإمدادات‏;‏ حيث فتح‏14‏ مسلحا في شاحنتين صغيرتين النار علي ناقلات تابعة للحلف فدمروا خمسة منها وقتلوا سائقا في أعقاب الهجمات علي شاحنات أخري أعلن مقاتلو طالبان مسؤوليتهم عنها يوم الاحد الماضي وأسفرت عن مصرع شخص واحد‏,‏ علما بأن معظم الإمدادات للقوات الأجنبية في افغانستان تأتي عبر باكستان التي تقاتل تمردا مميتا لحركة طالبان‏.‏

وكانت غارات حلف الأطلنطي المتكررة وإغلاق الحدود قد زاد من حدة التوترات بين الولايات المتحدة وباكستان‏.‏ وهو ما أدي إلي توقف إمدادات الناتو لليوم السادس علي التوالي منذ أن أغلقت باكستان معبر تورخام الحدودي الرئيسي يوم الخميس الماضي احتجاجا علي مقتل ثلاثة من جنود قوات حرس الحدود الباكستانية اثر الهجوم الذي شنته احدي الطائرات التابعة للناتو علي موقعهم القريب من الحدود‏.‏

وأثارت هذه الهجمات حالة من الفزع والرعب بين سائقي شاحنات الإمدادات لحلف الأطلنطي‏,‏ حيث أكد رئيس رابطة النقل في خيبر أنهم يحاولون حاليا الحفاظ علي أرواحهم بعد أن فقدوا العديد من زملائهم‏.‏

يأتي ذلك في الوقت الذي أكد فيه مصدر مسئول في المخابرات الباكستانية أن رجلا بريطانيا قتل في غارة جوية في باكستان له صلات بفيصل شاهزاد صاحب المحاولة الفاشلة لتفجير ميدان تايمز سكوير في نيويورك‏.‏

وتزامن الصراع الباكستاني‏-‏ الأمريكي مع إعلان قوات حلف الأطلنطي في أفغانستان أنها تمكنت بالتعاون مع القوات الأفغانية من قتل‏16‏ مسلحا في مختلف أنحاء أفغانستان خلال‏24‏ ساعة‏,‏ علي رأسهم حاكم الظل لإقليم فارياب شمال البلاد في حركة طالبان ويدعي قاري ضياء الدين‏.‏

ومن ناحيته‏,‏ ندد الرئيس الأفغاني حامد كرزاي بمن وصفهم بأعداء أفغانستان‏,‏ مشيرا إلي أن سلسلة من القنابل المزروعة علي جوانب الطرق تسببت في مقتل‏9‏ مدنيين‏-‏ من بينهم‏5‏ أطفال‏-‏ وإصابة‏26‏ آخرين‏.‏