في تحرك دولي هو الأول من نوعه ضد إسرائيل التي يتم التعامل مع برنامجها النووي علي أنه أمر لا يجب أبدا المساس به, ربما يصبح النشاط النووي الإسرائيلي السري محل بحث دولي غير مسبوق خلال اجتماع الوكالة الدولية للطاقة الذرية المقرر في يونيو المقبل.
فقد كشفت وكالة أسوشييتد برس للأنباء النقاب أمس عن أن مسودة جدول أعمال مجلس محافظي الوكالة تتضمن موضوعا بعنوان قدرات إسرائيل النووية, وهو الموضوع الثامن في جدول الأعمال, لتصبح هذه هي المرة الأولي في عمر الوكالة البالغ52 عاما التي يطلب فيها من هيئة اتخاذ القرار فيها مناقشة هذه القضية.
وواضعة في الاعتبار حجم الضغوط التي يمكن أن تمارسها إسرائيل علي الوكالة خلال الفترة المقبلة, أوضحت أسوشييتد برس في تقريرها أنه يمكن أن تخضع مسودة جدول الأعمال للتعديل خلال الشهر المتبقي علي الاجتماع, حيث نقلت عن دبلوماسي من بلد عضو في هيئة الوكالة أن الموضوع الثامن يمكن شطبه إذا اعترضت الولايات المتحدة أو أي دولة أخري من معسكر حلفاء إسرائيل عليه, إلا أن أسوشييتد برس عادت وأوضحت انه حتي لو حذف البند, فان مجرد تضمينه في المسودة التي أعدت يوم7 مايو يعد انتصارا للدول الإسلامية المنزعجة من ترسانة إسرائيل النووية غير المعلنة.
وأكدت الوكالة أن قرار إبقاء هذا البند علي جدول الأعمال سيكون صفعة ليس فقط لإسرائيل فقط, ولكن أيضا لواشطن وحلفائها الغربيين الذين يساندونها ويرون في إيران التهديد النووي الأكبر للشرق الأوسط. وأضافت: يبدو أن تضمين النشاط النووي الإسرائيلي علي جدول الأعمال جاء نتيجة للضغط من جانب مجموعة الدول العربية الـ18 الأعضاء في الوكالة الذرية, وكانت هذه الدول قد ضغطت بنجاح العام الماضي لتمرير قرار ينتقد بصورة مباشرة إسرائيل وبرنامجها الذري, كان ذلك خلال الاجتماع السنوي للوكالة الذرية الذي جري في يونيو من العام الماضي. ويعد مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية المكون من35 دولة بمثابة جهاز صنع القرار في الوكالة ويمكنه أن يحيل المخاوف من الانتشار النووي إلي مجلس الأمن الدولي, كما فعل مع إيران في عام2006 بعد استئناف طهران تخصيب اليورانيوم. وعلي النقيض من مجلس الوكالة, فإن المؤتمر السنوي لا يمكنه صنع السياسة. وفي السياق نفسه, حثت المجوعة العربية المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو علي إبلاغ مجلس الوكالة بما هو معلوم عن برنامج إسرائيل النووي بتضمين ذلك ضمن قائمة المعلومات المتاحة للوكالة والمعلومات التي يمكن تجميعها من مصادر مفتوحة. جاء ذلك في رسالة بعثت بها المجموعة العربية لأمانو وحصلت وكالة أسوشييتد برس علي نسخة منها.
وطالبت الرسالة العربية- التي جاءت بتاريخ23 ابريل- أمانو بتطبيق قرار المؤتمر السنوي للوكالة الذي يدعو إسرائيل إلي السماح لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتفتيش منشآتها النووية.
وأوضحت أسوشييتد برس أن الضغط العربي الأخير يضع إسرائيل في وضع غير مريح, فهي من ناحية تريد من المجتمع الدولي أن يتخذ عملا قويا لمنع إيران من الحصول علي أسلحة نووية, ولكنها في الوقت نفسه ترفض الدعوات بشأن الإفصاح عن قدراتها النووية.
وبالإضافة إلي الضغط العربي, فلقد طلب المدير العام للوكالة الذرية أمانو من وزراء خارجية الدول الـ151 الأعضاء في الوكالة مقترحات بشأن كيفية إقناع إسرائيل بالتوقيع علي معاهدة عدم الانتشار النووي, وجاء ذلك في رسالة أخري حصلت عليها أسوشييتد برس الأربعاء الماضي. وتسهل معاهدة منع الانتشار النووي الموقعة في1970 حصول الدول الأعضاء علي الطاقة النووية في مقابل التعهد بعدم امتلاك أسلحة نووية. وكانت مصر قد اقترحت علي مؤتمر مراجعة معاهدة عدم الانتشار النووي المنعقد حاليا في مقر الأمم المتحدة في نيويورك مساندة خطة تدعو للبدء اعتبارا من العام القادم بإجراء مفاوضات بشأن إخلاء منطقة الشرق الأوسط من الأسلحة النووية. وتؤيد الولايات المتحدة الفكرة بحذر, ولكنها تقول إنه يتعين تأجيل تطبيقها حتي تحقيق تقدم في عملية السلام في الشرق الأوسط, بينما رأت إسرائيل إنه يتعين أولا التوصل إلي تسوية سلمية شاملة في الشرق الأوسط.
وعلي صعيد آخر, نقلت وكالة رويترز عن مسئول حكومي إسرائيلي قوله إنه لا خطط لدي إسرائيل لمراجعة سياساتها النووية. وهون المسئول من شأن مساع للقوي العالمية, خلال مؤتمر منع الانتشار النووي. وقال المسئول الإسرائيلي البارز الذي رفض الكشف عن هويته لرويترز: لا جديد في ذلك, ولا يوجد مبرر لتغيير السياسة من جانبنا. في الوقت نفسه, أوضح دبلوماسيون غربيون لوكالة أسوشييتد برس أن الولايات المتحدة وروسيا, تساندهما بريطانيا وفرنسا والصين, يتفاوضان مع مصر من أجل التوصل إلي اقتراح حل وسط مقبول, حول المسودة التي كانت القاهرة قد وزعتها خلال مؤتمر المراجعة النووية بهدف إخلاء منطقة الشرق الأوسط من الأسلحة النووية,
وأوضح مفاوض روسي للوكالة: كل الدول الأعضاء في الأمم المتحدة ملتزمة بإيجاد شرق أوسط خال من الخطر النووي وهو أمر يجب جميعا السعي إلي تحقيقه.