قبل أيام قليلة من الانتخابات البرلمانية التي تترقبها بريطانيا‏,‏ تلقي حزب العمال الحاكم بزعامة رئيس الوزراء جوردون براون ضربتين قويتين‏,‏ الأولي بإعلان وسيلة إعلامية كبري تحولها عن تأييده.

‏ أما الثانية فتتعلق باستطلاع جديد للرأي أظهر تراجعه وراء منافسيه النجم ديفيد كاميرون زعيم حزب المحافظين‏,‏ والصاعد نيك كليج زعيم حزب الأحرار الديمقراطيين‏.‏

وأعلنت صحيفة الجارديان أمس تخليها عن دعمها الثابت لحزب العمال واختيارها حزب الأحرار الديمقراطيين ليكون الحصان الذي تراهن علي فوزه في السباق الانتخابي القادم‏.‏

وعلي الرغم من أن الجارديان تعد من المؤيدين التقليديين لحزب العمال‏,‏ فإنها وفي أعقاب سلسلة من المناظرات التليفزيونية التي جرت بين الغرماء الثلاثة براون وكاميرون وكليج‏,‏ لم تجد بدا من دعم الصاعد كليج في أعقاب الأداء المتميز الذي ظهر به في المناظرة الأولي والثانية واللتين تسببت في رفع مستوي شعبية حزب الأحرار الديمقراطيين‏13‏ نقطة مئوية ليحل في المركز الثاني بعد حزب المحافظين بزعامة النجم كاميرون الذي وصفته وكالة أسوشيتد برس بأنه كان خلال المناظرات الثلاث أشبه بنجوم هوليوود في قدرته علي التواصل مع الناخبين والتفاعل مع الكاميرات‏.‏

وبالمقارنة بكليج وكاميرون‏,‏ فشل براون في الدفاع عن سجل حزبه الاقتصادي والحكومي بعد أن قضي نحو‏10‏ سنوات في الحكم‏,‏ الأمر الذي دفع الجارديان إلي القول في افتتاحيتها أمس إنها تواجه صعوبة في قبول استمرار براون في الحكم خمس سنوات أخري‏.‏

وأضافت الصحيفة أنه في أعقاب الحملة الانتخابية التي أدارها بنجاح حزب الديمقراطيين الأحرار خلال الشهر الماضي والتي يعود الفضل في جانب كبير من نجاحها إلي زعيم الحزب نيك كليج‏,‏ فإن الانتخابات القادمة تقدم للبريطانيين فرصة كبيرة ليس لإصلاح النظام السياسي فحسب وإنما لإصلاح النظام الانتخابي نفسه‏.‏

وأوضحت أنه خلال الشهر الماضي نجح حزب الديمقراطيين الأحرار في اقتناص فرصة الانتخابات ليتحول من مجرد الحزب الثالث الذي لا يتمتع بشعبية كبيرة إلي حزب قوي يمكنه أن يبحث في الأسباب الحقيقية وراء الأزمات التي يمر بها المجتمع البريطاني‏,‏ ويقدم حلول جديدة لها تختلف في توجهها عن السياسات القديمة التي لم يعد لدي المواطنين القدرة علي تحملها أكثر من ذلك‏.‏ وقالت إن كليج وحزبه نجحا في أن يعبرا بصدق عن الرغبة الحقيقية للبريطانيين في التغيير‏.‏

ولم تقتصر الصعوبات التي تواجه براون علي تغيير الصحيفة لموقفها من دعم حزبه‏,‏ حيث استمرت استطلاعات الرأي في الكشف عن المزيد من تراجع لشعبيته بين الناخبين وذلك قبل أيام من الانتخابات‏.‏ فأظهر أحدث استطلاع للرأي أجرته مؤسسة هاريس الخاصة بقياس توجهات الجمهور النقاب أمس عن تراجع شعبية حزب العمال بمقدار نقطتين ليتصدر حزب المحافظين السباق الانتخابي بدون منازع‏.‏

وأظهر الاستطلاع أن‏24%‏ من البريطانيين أعربوا عن تأييدهم لحزب العمال‏,‏ مقارنة بـ‏33%‏ لحزب المحافظين و‏32%‏ لحزب الديمقراطيين الأحرار‏.‏ وأشار معدو الاستطلاع إلي أن هذه النتيجة تعد الأسوأ للعماليين خلال الشهر الماضي‏,‏ في إشارة إلي فشل الحزب في إدارة حملته الانتخابية وعجز براون عن الاحتفاظ بـولاءالناخبين لحزبه‏.‏

وأمام هذه الضربات المتتالية حاول حزب العمال تعزيز حملته الانتخابية المتعثرة‏,‏ حيث ناشد رئيس الحكومة الأسبق توني بلير الناخبين الحكم علي خليفته زعيم الحزب جوردون براون بناء علي سياساته وليس شخصيته‏.‏

ولم يقم بلير‏,‏ الذي قاد الحزب إلي النصر في ثلاثة انتخابات متتالية قبل تنازله عن الحكم لصالح براون عام‏2007,‏ بدور كبير في الحملة الانتخابية إلي الآن‏.‏

ومع تمتعه بالجاذبية الشخصية التي يشعر كثيرون بأن براون يفتقر إليها‏,‏ ما زال البريطانيون بشكل عام ومؤيدو حزب العمال بشكل خاص ينظرون إليه بوصفه شخصية مسببة للشقاق‏.‏

وقال بلير لدي زيارته مركزا صحيا في العاصمة لندن‏:‏ لحزب العمال فرصة قوية بالفوز‏,‏ وستزداد حظوظنا بالفوز إذا ركزنا علي سياساتنا‏.‏