كشفت إلين تاوشر وكيلة وزارة الخارجية الأمريكية لشئون الحد من التسلح والأمن الدولي عن أن الولايات المتحدة وروسيا ستقدمان خلال ساعات نسخة معدلة من ورقة المقترحات المشتركة التي طرحها الجانبان علي مصر, الرئيس الحالي لعدم الانحياز.
وتتعلق الورقة بإنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية في الشرق الأوسط قبل بدء مؤتمر مراجعة معاهدة منع الانتشار النووي غدا في نيويورك.
وتعرض مصر خطة عمل حركة عدم الإنحياز والتي تدعو إلي وضع إطار زمني للتخلص من الأسلحة النووية في العالم.
وصرحت وكيلة الخارجية الأمريكية, ردا علي سؤال لـالأهرام في مؤتمر صحفي حضرته سوزان رايس السفيرة الأمريكية لدي الأمم المتحدة وسوزان بيرك المبعوث الخاص للرئيس أباراك وباما في المؤتمر, بأن واشنطن تعمل عن قرب مع الدبلوماسيين المصريين والمجموعة العربية ودول حركة عدم الانحياز, من أجل تقريب وجهات النظر بشأن تنفيذ قرار عام1995 الداعي لإنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية في الشرق الأوسط. وقالت المسئولة الأمريكية إن الورقة التي تسربت لوسائل الإعلام كانت مسودة أولي تشمل بعض العناصر التي تناقش الطرفان الروسي والأمريكي بشأنها, لكن نسخة تفصيلية وأكثر شمولا والتي يتطلع إليها أصدقاؤنا في الحكومة المصرية وعدم الانحياز سترسل علي الفور, علي حد تعبيره.
وأضافت أن هناك جهودا للتوصل إلي إجماع والتأكيد علي الموقف السابق الداعم لقرار عام1995, وأيضا من أجل تحقيق تقدم في اللغة الخاصة بمعالجة رفض إيران الوفاء بالتزاماتها بموجب المعاهدة.
من جانبها, أكدت رايس أن الوصول إلي إجماع علي البيان الختامي لمؤتمر المراجعة هو بمثابة هدف محير, مشيرة إلي أن تملص إيران من التزاماتها سيكون علي رأس الأولويات الأمريكية في المؤتمر.
من جانبه, أكد السفير ماجد عبد الفتاح مندوب مصر الدائم لدي الأمم المتحدة أن الدبلوماسية المصرية تركز علي نجاح المؤتمر من أجل تحقيق مصالح مصر والمصالح المشتركة مع الدول الصديقة, ولكن هناك ضرورة في تحقيق التوازن فيما يخص التعامل مع المسألة النووية الإيرانية والقدرات النووية الإسرائيلية المبهمة.
وعقدت المجموعة العربية في الأمم المتحدة اجتماعا أمس الأول وسجل السفراء العرب مجموعة من التحفظات, أهمها أن الورقة الأمريكية- الروسية( قبل التعديل) تسعي إلي الالتفاف حول القضية الرئيسية وهي المنطقة الخالية من الأسلحة النووية بدعوة الدول العربية إلي تأييد إنشاء منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل بما فيها الأسلحة النووية. وأفادت مصادر المجموعة العربية أن الدول العربية تري أن الموضوعات الأخري بخلاف القضية النووية لها محافل خاصة بها مثل اتفاقية حظر التجارب النووية وحظر الأسلحة الكيماوية والبيولوجية وأن مؤتمر نيويورك معني بالحد من الانتشار النووي فقط.
وقالت المصادر إن الجانب العربي يرفض ما تشترطه الورقة الأمريكية- الروسية من ضرورة تحقيق السلام الشامل قبل إنشاء المنطقة الخالية من السلاح النووي, وكذلك, دعوة الدول العربية إلي الانضمام إلي الاتفاقيات الدولية الأخري والامتناع عن تخصيب اليورانيوم مقابل الاكتفاء بمناشدة إسرائيل بالإنضمام إلي معاهدة منع الإنتشار. وأشارت مصادر دبلوماسية عربية في الأمم المتحدة إلي أن معظم المقترحات في الورقة المطروحة مقدمة من الجانب الروسي وأيدتها الولايات المتحدة, وهي المقترحات التي رفضها الجانب العربي في الاجتماع الثالث للجنة التحضيرية للمؤتمر العام الماضي. وأضافت المصادر أن الولايات المتحدة تحظي, في الغالب, بتأييد الدول النووية الكبري, فيما عدا الصين التي تنتظر ردود العواصم العربية علي المقترحات المقدمة قبل تحديد موقفها.
وفي الوقت الذي تسعي فيه واشنطن إلي تحويل انتباه الدول الأعضاء في المبادرة عن البرنامج النووي الإسرائيلي فإنها تأمل في حشد أكبر دعم ممكن ضد برنامج إيران, لكنها اعترفت علي لسان تاوشر بأن الإجماع علي شجب طموحات إيران النووية بات أمرا بعيد المنال لاسيما أن الرئيس الإيراني سيمثل بلاده في المؤتمر كأرفع مسئول علي مستوي الدول المشاركة.
نواب أمريكيون: مشاركة نجاد ستجعل من المؤتمر مهزلة
واشنطن- وكالات الأنباء: أعلن عدد من نواب الكونجرس الأمريكي معارضتهم دخول الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد للأراضي الأمريكية لحضور مؤتمر مراجعة اتفاقية حظر الانتشار النووي المقرر عقده في3 مايو الحالي. وأصدر النواب الأمريكيون وعددهم خمسة من مدينة فلوريدا بيانا أكدوا فيه أنه من المشين أن يتاح لنجاد فرصة الترويج للكراهية علي حد وصف البيان, وقالوا إن مشاركة نجاد ستجعل من المؤتمر مهزلة لأنه سيمنح الرئيس الإيراني منبرا إضافيا لمهاجمة إسرائيل علي الساحة الدولية, وأشاروا إلي أن السماح لنجاد بدخول الأراضي الأمريكية سيكون بمثابة الموافقة له علي نشر بذور الكراهية فوق الأراضي الأمريكية. وكان نحو51 من أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي قد بعثوا برسالة إلي وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون طلبوا فيها رفض منح الرئيس الإيراني تأشيرة دخول للأراضي الأمريكية.