عقب ارتباك دام نحو أسبوع في حركات الطيران في معظم دول العالم‏,‏ خاصة الرحلات المتجهة إلي أوروبا بسبب الغبار الناتج عن بركان إيسلندا‏ انتظمت أمس معظم العواصم الأوروبية‏,‏ في حركة الطيران وعادت إلي حالتها الطبيعية.

وذلك بنسبة 100%‏ بينما ظهرت علي السطح انتقادات للحكومة البريطانية بشأن التهويل في تعاملها مع الأزمة‏,‏ خاصة أن بريطانيا أول دولة قررت غلق مجالها الجوي‏.‏ وأعلنت المنظمة الأوروبية للملاحة الجوية‏(‏ يوروكنترول‏)‏ أن حركة الملاحة الجوية عادت إلي وضع شبه طبيعي في أوروبا‏.‏ وقالت المنظمة في بيان لها إنه من المتوقع تأمين‏100%‏ تقريبا من الرحلات الجوية في القارة‏.‏ وعلي الرغم من ذلك قررت سلطات الطيران في النرويج والسويد إعادة إغلاق بعض مطاراتهما عقب اتجاه أجزاء من سحابة الرماد الناجمة عن ثورة بركان إيسلندا بشكل غير متوقع نحو الشمال‏.‏ وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي أنه من المتوقع ألا تستمر عملية الإغلاق طويلا‏,‏ وأن تتم إعادة فتح هذه المطارات خلال ساعات‏.‏ ومن جانبه‏,‏ أعلن جهاز الحماية المدنية في ايسلندا أن ثورات بركان ايافيول تتواصل صباح أمس‏,‏ غير أن النشاط البركاني مستقر‏.‏ واوضحت متحدثة باسم خلية الأزمة التابعة للحماية المدنية في ريكيافيك أن ثورة البركان مستمرة‏,‏ وأضافت أن سحب الدخان تظل منخفضة‏.‏

وفي لندن‏,‏ ذكرت صحيفة الديلي تلجراف البريطانية أن زعيم حزب المحافظين ديفيد كاميرون‏,‏ طالب بفتح تحقيق فوري في قرارها بشأن غلق مجالها الجوي أمام حركة الطيران‏,‏ مما تسبب في ترك مئات الآلاف من البريطانيين عالقين في المطارات الدولية‏.‏ واعترف وزير النقل لورد أدونيس بأن الحكومة بالغت في الحذر‏,‏ بينما دافع رئيس الوزراء جوردن براون عن القرار متحججا بسلامة المسافرين‏.‏ وقالت الصحيفة إن شركات الطيران البريطانية ركزت انتقاداتها علي اليوم الإضافي الذي حظر عليها فيه استخدام المجال الجوي بينما فتحت فيه الأجواء أمام نظيراتها الأوروبية‏,‏ وهو ما كلف القطاع خسارة إضافية قدرت بنحو‏130‏ مليون جنيه استرليني‏.‏ ونقلت الصحيفة عن أحد العاملين في قطاع الطيران قوله إن تعامل الحكومة مع الأزمة بشكل متسرع جدا‏,‏ تسبب في خسائر لشركات الطيران دون مبرر‏.‏

وفي نيويورك‏,‏ أعلن الأمين العام للمنظمة الدولية للطيران المدني ريموند بنجامين أن المنظمة التي تتخذ من مونتريال مقرا لها‏,‏ تعتزم عقد اجتماع لوضع توجيهات لصناعة الطيران بشأن أخطار السحب البركانية‏.‏ وقال بنجامين إن المنظمة ستعقد اجتماعا لعدد من الطيارين والصناعيين والعلماء والمسئولين الحكوميين للبدء في تحديد معايير السلامة في حال وجود سحب الرماد البركاني‏.‏ وأضاف أن تلك المعايير ستكون بمثابة دليل إرشاد للدول نظرا لأن صناعة الطيران تفتقد حاليا المعايير الدولية التي تحدد النسبة التي تؤثر عندها كثافة الرماد علي الطيران‏,‏ للحيلولة دون حدوث أزمة مماثلة في المستقبل‏.‏