إن الدعم المصري لليونان وقبرص يشكل صفعة قوية للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، حيث أظهرت الجبهة الثلاثية المصرية اليونانية القبرصية كيف يتصرف أردوغان "كإرهابي" في منطقة شرق البحر المتوسط، وينازع دول المنطقة على حقوقها في استخراج الثروات الطبيعية.
وأبرزت الصحيفة اليونانية، ملفًا أفردت له صحيفة "الأهرام" الرسمية المصرية صفحة كاملة، وحمل عناوين مثل "أينما حل أردوغان..ثارت المشكلات" و"الوجه الحقيقي للرئيس التركي"، حيث رصد ملف "الأهرام" وقائع تاريخية لتحدي أردوغان للمجتمع الدولي بشكل عام وجيرانه بالخصوص، مثل ما أعلنه من عزم بلاده على الدفاع عما سماه "حقوقها" في قبرص وبحر إيجه، ومثلما يفعل في عفرين السورية.
واقتبست الصحيفة اليونانية عن مقال "أينما حل أردوغان..ثارت المشكلات" ما أشار إليه من عجز أردوغان عن فهم "معنى حركة التاريخ، وكيف أنه لا يرجع إلى الخلف او يعود مجددا"، وأضاف المقال أن "الرئيس التركى يناصب العالم العداء، ويهدد أعداءه بـ «صفعة عثمانية»".
وأضافت أن مقال "الأهرام" مضى في رصد المشاكل والأزمات التي جرها الرئيس التركي على بلاده بممارساته، وأكثرها فجاجة تدخله العسكري في سوريا والعراق بحجة القضاء على تنظيمات إرهابية، في حين تؤكد الأدلة أنه يدعم ويمول ويستضيف ويمنح تسهيلات لقادة تنظيمات إرهابية مثل داعش والإخوان.
وتواصل الصحيفة اليونانية الاقتباس عن مقال "الأهرام"، الذي أكد أن أردوغان "يضرب بالسياسة الداخلية والخارجية والأعراف الدولية عرض الحائط ليؤسس حكم الفرد. 
سعى خلال 15 عاما، من سطوع نجمه على المستوى السياسى إلى توسيع أركان حكمه، عبر عملية طويلة بدت هادئة وناعمة فى البداية، إلا أنه استوحش بعدها ليثبت أركان حكمه، حتى وصل إلى استفتاء لتوسيع صلاحيات الحاكم بأمره".
وتابع أن أردوغان "استغل مسرحية الانقلاب ضد حكمه فى 2016 أحسن استغلال حتى يكسب التعاطف الداخلى والخارجي، إلا أن الإجراءات التى اتخذها فى وقت لاحق، بداية من حملة القمع ضد الشعب التركى التى تمثلت فى تسريح واعتقال عشرات الآلاف من الأتراك المعارضين لسياسته، بل إنه انقلب على أصدقائه القدامى الذين صعد على أكتافهم سواء الرئيس السابق عبدالله جول أو فتح الله جولن، الذى حمله مسئولية الانقلاب وسعى إلى ملاحقته".
وبحسب الصحيفة اليونانية، أشار مقال "الأهرام" إلى أن أردوغان "واصل جرائمه واستبداده وفضائحه السياسية والمالية، واستعداء وإشعال غضب عشرات الدول ضد أنقرة... وضحيته الجديدة، قبرص واليونان، يمارس القرصنة ضدهما من أجل منعهما من اكتشاف ثرواتهما فى شرق البحر المتوسط، يدفع بسفنه لاعتراض ومنع استكشاف الكنوز البحرية، ينتهك الاتفاقات الدولية، ولايهمه مخالفة القوانين ولا التحذيرات الدولية من مصر والاتحاد الأوروبى وأمريكا لوقف انتهاكاته وتجاوزاته".
وتابعت الصحيفة اليونانية الاقتباس من مقال الأهرام "أينما حل أردوغان، يثير المشاكل، فتح باب أزمات لا تنتهى مع جيرانه الأوروبيين، وهو ما قوض أحلام تركيا فى الانضمام إلى الاتحاد الأوروبى فى المستقبل القريب، لاحق المعارضين فى هذه الدول وتجسس عليهم، حاول فرض وزرائه على الدول الأوروبية من أجل الترويج لتعديلاته الدستور، وهو ما واجهته أوروبا بمنتهى الحزم، وتسبب فى قطع العلاقات واستدعاء السفراء مع دول مثل هولندا والسويد وألمانيا وفرنسا وسويسرا". 
ووفقًا لمقال الأهرام: "وصل الأمر إلى استعداء دول الجوار العربية، عبر دعمه قطر وإيران وإسرائيل، ففى الوقت الذى قطعت فيه الدول الداعية لمكافحة الإرهاب، وهى: مصر والسعودية والإمارات والبحرين علاقتها مع الدوحة، قدم الرئيس التركى كل الدعم المادى والسياسى والاستراتيجى لأمير قطر بل إن جنوده يحتلون الإمارة، كما أنه تربطه علاقات قوية بإيران على المستويين السياسى والاستراتيجي.
وعلى الرغم من كل أكاذيبه حول دعم القضية الفلسطينية ورفضه للسياسات الإسرائيلية، إلا أن أنقرة من أكبر المطبعين مع تل أبيب، بل وصل به الأمر إلى التدخل فى الشئون الداخلية للعراق وسوريا عبر الغزو، وقال أردوغان: «أولئك الذين يعتقدون أننا محونا من قلوبنا هذه الأرض، التى تركناها وسط الدموع قبل قرن، مخطئون»، فى إشارة إلى أيام الحكم العثمانى لسوريا.
ووصلت علاقات واشنطن وأنقرة إلى أدنى مستوياتها خصوصا بعد زيارة أردوغان إلى البيت الأبيض، وأزمة اعتداء حراسه على معارضين لحكمه، بالإضافة إلى ملف فتح الله جولن وملفات الفساد التى تورط فيها شخصيا. 
كما تدهورت العلاقات بين تركيا وأنقرة بعد إسقاط الطيران التركى لمقاتلة روسية فى الأجواء السورية. 
وتساقطت أوراق التوت الواحدة تلو الأخرى عن أردوغان، فلم يعد الاقتصاد التركى قويا ليستغله فى تهدئة الشعب التركي، وتراجع بسبب الفساد والإرهاب الذى يحمل علامة «صنع فى تركيا»، ولا توجد دولة من الدول الكبيرة فى العالم إلا ويوجد بينها وبين أنقرة الكثير من الأزمات، كما أن دفاعه عن القضايا الكبرى مثل فلسطين واللاجئين سقط فى بحر الأكاذيب وافتضح أمره، كما أنه انقلب على مبادئ الجمهورية التركية وعلى الدستور، لاهثا وراء ارتداء عباءة [السلطان العثماني] عبد الحميد.