فجأة ومن دون مقدمات، وجدت نحو 100 دولة نفسها تحت رحمة سيل من الهجمات الإلكترونية غير المسبوقة، والتي أثّرت على أداء العديد من المؤسسات والمنظمات، حتى إن بعض المستشفيات والمدارس والجامعات لم تسلم من هجوم برنامج «الفدية الخبيثة».

الحدث الطارئ استدعى إعلاناً خطيراً من المكتب الأوروبي لأجهزة الشرطة الأوروبية (يوروبول) الذي أكد أن «الهجوم بمستوى غير مسبوق، وسيتطلب تحقيقاً دولياً معقداً لمعرفة الفاعلين»، بينما ركز وزراء مالية مجموعة السبع خلال اجتماعهم في إيطاليا على مسألة الأمن الالكتروني ومكافحة القرصنة المعلوماتية.

وامتدت الهجمات من روسيا الى إسبانيا والمكسيك واستراليا، واستهدفت مئات آلاف أجهزة الكمبيوتر بعدما استغل القراصنة ثغرة في أنظمة تشغيل «ويندوز».

اللافت في الأمر أن الهجوم لم يقتصر على مؤسسات مالية ونفطية كما جرت العادة، بل تعداه ليضرب نظام القطاع الصحي في بريطانيا، وشركة «فيديكس» العالمية للبريد السريع.

واستخدم منفذو الهجمات الإلكترونية أدوات للتسلل الإلكتروني، يُعتقد أن وكالة الأمن القومي الأميركية طورتها،

وخدع المتسللون ضحاياهم ليفتحوا برامج خبيثة في مرفقات برسائل إلكترونية مؤذية بدت وكأنها تحتوي على فواتير وعروض لوظائف وتحذيرات أمنية وغيرها من الملفات القــانــونية.

وقام برنامج «رانسوموار»، أو «الفدية الخبيثة»، بتشفير بيانات أجهزة الكمبيوتر، وطالب بمبالغ مالية كي تعود الأجهزة للعمل بشكل طبيعي.

محلياً، سارع بنك الكويت المركزي بعد ساعة من انتشار الفيروس في أوروبا إلى إرسال تعميم إلى جميع البنوك، يحثها من خلاله على تحديث برامج حمايتها، وتحديداً «مايكروسوفت»، مشيرا إلى أن غالبية هذه المصارف تمكنت من فعل ذلك خلال منتصف ليل أمس.

وفيما لم تقلل مصادر مطلعة من خطورة الفيروس على الكويت، إلا أنها أكدت أنه لم تحدث أي حالة اختراق للأنظمة المحلية المصرفية حتى لحظة كتابة هذا التقرير أو لشركات الاتصالات، منوهة بأن البنوك تتواصل بشكل مستمر مع الناظم الرقابي وتطلعه على التطورات بشكل فوري.

ولفتت المصادر إلى أن هذا الفيروس يهدد في المقام الأول الجهات الحكومية، خصوصا بعد ان تم التوجيه قبل فترة نحو تخفيض جزء من مصروفاتها، ومن ضمنها كلفة حماية أمن المعلومات في هذه الجهات، منوهة بأن الثغرة التي نفذ بها القراصنة إلى المستشفيات البريطانية جاءت على خلفية تقليص مصروفاتها الموجهة نحو تطوير برامج حمايتها.

وبينت أن الفيروس يختلف عن غيره من محاولات القرصنة، ومثّل تهديداً غير مسبوق لجهة سرعة انتشاره، مؤكدة «يمكن القول إن بنوك الكويت لا تزال قادرة على التصدي حتى الآن».

وقالت المصادر «إن بنوك الكويت وشركات الاتصال المحلية لم تتلق اي رسائل تهديد مثلما حدث مع العديد من الجهات الأوروبية»، مبينة أن خطورة هذا الفيروس تكمن في انه يشفّر المعلومات، ويطلب من الجهة المقرصنة دفع مبالغ مالية مقابل فكّ هذا التشفير.