تصدرت أخبار هجوم «مسجد الروضة» الصفحات الأولى بالصحف والمواقع الغربية، التي وصفت الهجوم بـ«المذبحة»، وأفردت متابعات واسعة لتداعياته.ووصف موقع هيئة الإذاعة البريطانية «بى.بى.سى» الهجوم الإرهابى على مسجد الروضة بـ«غير المسبوق» من حيث نوعه وأعداد الضحايا. وقال الموقع، أمس، إن استهداف مصلين داخل المسجد يعد سابقة في عمليات الجماعات الإرهابية داخل مصر.
وقال المتخصص في الشؤون الأمنية، إيلى بليك، إن هجوم «مسجد الروضة» يؤكد أن المسلمين هم أول ضحايا التطرف الإسلامى.
وأضاف «بليك» في مقال بوكالة «بلومبرج» الأمريكية، أمس، أن استهداف المسلمين يجب ألا يفاجئ أحداً، بالنظر إلى حمام الدم في العراق، واليمن، ولبنان، وسوريا. وأشار إلى أهمية الاعتراف بتلك الحقيقة، لإنهاء كذبة تنظيمى «داعش» و«القاعدة» بأنهم «يحمون الإسلام من الغرب». وأكد «بليك» أنه «طالما استمر الإرهاب، سيعانى المدنيون المسلمون».
ولفتت صحيفة «فاينانشال تايمز» البريطانية، إلى أن مصر لا يوجد بها الانقسام السنى الشيعى الذي استغله «داعش» والجماعات المسلحة الأخرى في بلدان مثل العراق، إذ تتكرر الهجمات على المساجد، حيث إن المسلمين السنة هم الأغلبية الكبرى. وقالت الصحيفة إن الملايين من المصريين يتبعون الطرق الصوفية التي تشكل جزءا من التقاليد الإسلامية في البلاد.
وأكدت صحيفة «إندبندنت» البريطانية أن جميع الأصابع تشير نحو «داعش»، على الرغم من عدم تبنيه المسؤولية، وذلك لعداوته الكبيرة للصوفيين، وسوابق قتل عدد من شيوخهم بسيناء.
ولفتت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية إلى تهديدات «داعش» في سيناء، العام الماضى، لأتباع الطرق الصوفية بالقتل إن لم يعلنوا «التوبة».
كما قالت الصحيفة، في تحقيق عن الصوفية في مصر، إن العلاقة الجيدة بين أتباع الطرق والحكومة المصرية ربما تكون أحد دوافع استهداف الجهاديين لهم في مصر بجانب تكفيرهم.
وأوضحت أن تنظيم «داعش» يؤمن بأن «المجتمع يتحرك في الاتجاه الخاطئ، وأن الصوفيين يساعدون ويحرضون السلطات على هذا الطريق الفاسد»، مؤكدة أن أسباب الهجوم سياسية بشكل كبير.
وعبرت صحيفة «الجارديان» البريطانية عن أملها أن يصبح الهجوم الإرهابى على المسجد «نقطة تحول في حرب مصر على الإرهاب» كما كانت مذبحة الأقصر في عام 1997، نقطة فاصلة ضد مواجهة التطرف في مصر.
وقالت الصحيفة إن مصر أخفقت خلال السنوات الثلاث الماضية في اجتثاث تنظيم «داعش» من شبه جزيرة سيناء، موضحة أن الأسباب الأعمق لانتشار الإرهاب في سيناء لا تختلف عن أماكن أخرى في الشرق الأوسط.
وقالت مجلة «نيوزويك» الأمريكية إن هجوم «مسجد الروضة» كان «مجزرة»، مشيرة إلى أن أتباع المذهب الصوفى في الشرق الأوسط «فى خطر» نتيجة استهداف المتطرفين، وقالت المجلة إن الجماعات الجهادية تعامل أتباع الطرق الصوفية بنفس منهج المسيحيين الأقباط.
من جانبها، رأت شبكة «فوكس نيوز» التليفزيونية الأمريكية أن «المذبحة» في مصر يجب أن توحد البشر من جميع الأديان لهزيمة «شرور الإرهاب».