يعرف الكثير حكاية الخنساء، المرأة القوية التي فقدت أبناءها الأربعة بموقعة القادسية في عهد الخليفة عمر بن الخطاب، لكن الجديد أن تتكرر تلك الحكاية في مدينة تعز اليمنية، ومع أم جسدت بجدارة ذلك الدور، لتقدم خمسة من أبنائها دفعة واحدة لتحرير وطنها من ميليشيا الحوثي بمشروعها الانقلابي الطائفي الدخيل على اليمن وشعبه.
الحاجة دولة ثابت الصبري، والتي لقبت بخنساء تعز، قدمت خمسة من أبنائها هم (رياض، طه، كمال، موسى، ومرتضى)، في معركة الدفاع عن اليمن من مشروع إيران ووكلائها الحوثيين، كما أن حفيدها أنور الطفل ذا الثلاثة أعوام قتلته قذيفة حوثية، ليصبح عدد من فقدتهم ستة من فلذات كبدها.
أما الناشطة حياة الذبحاني، فتفضل أن تطلق عليها لقب "العنقاء"، وذلك لأنها فاقت الخنساء، وصارت أم الشهداء الخمسة، كما تقول.
وأضافت أنها حين ودعت خامس أبنائها (موسى)، كانت تطاول بعنقها ووجهها نحو السماء تدعو الله شامخة برأسها يا رب تقبلهم وخذ منهم لدينك وتعز حتى ترضى اللهم ارض عنهم فإني راضية".
ووجهت الذبحاني التي نقلت حكاية خنساء تعز، نداء للرئيس والحكومة اليمنية لتكريم هذه الأم وتوفير مأوى لها ولأحفادها أبناء رياض (نجلها الأكبر ولديه 4 أبناء وزوجته أما الأربعة الآخرون فغير متزوجين)، حيث أحرقت ميليشيا الحوثي منزلهم في الجحملية ونهبوه وشردوهم.
وزار وكيل محافظة تعز، عبدالقوي المخلافي، الاثنين، خنساء تعز الحاجة دولة ثابت الصبري، ووصفها بـ "العظيمة"، وقال إن "التاريخ يعيد نفسه بمثل هذه النماذج من التضحيات وسيسجل التاريخ لهذه المرأة عنواناً في التضحية والفداء سَتَدرسه الأجيال القادمة".
وفي دليل على عظمتها خاطبت هذه الأم زائريها بالقول "لقد قدمت خمسة من فلذات كبدي في سبيل الله لمواجهة الحوثي الباغي المعتدي ودفاعاً عن مدينتنا تعز كي تبقى حرَّة أبية وأنا مستعدةٌ لأقدم المزيد من أجل تعز وسأقدم نفسي أيضاً في سبيلها".
ونشرت حياة الذبحاني، عبر صفحتها في موقع "فيسبوك"، أن هناك استجابة من الرئاسة اليمنية والحكومة لمناشدتها في توفير منزل لأم الشهداء الخمسة، وقالت "افعلها رسمياً يا هادي (الرئيس) واجبر قلوبنا فحاجتنا للفرح أكثر من حاجتنا للحزن"، وشكرت كل من ساعد في إيصال رسالتها حول قضية هذه الأم العظيمة "عنقاء تعز".