اتهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مستشاره السابق في البيت الأبيض «ستيف بانون» بفقدان عقله، بعدما أقيل من منصبه.
وجاءت تصريحات ترامب بعدما نقل عن بانون في كتاب جديد، وصفه لاجتماع بين الروس ونجل ترامب بالخيانة.
وقال بانون في الكتاب المنتظر نشره قريبا للصحفي مايكل ولف، إن "الروس عرضوا على نجل ترامب معلومات تدمر جهود المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون للفوز بالانتخابات الرئاسية الأخيرة".
وقال ترامب في تصريحات صحفية "ستيف بانون ليس له علاقة بي أو بفترة رئاستي، وعندما تم فصله لم يفقد عمله فقط بل فقد عقله أيضا".
كما هدد محامو البيت الأبيض بانون بمقاضاته لانتهاكه اتفاق السرية.
ظهور الصديق
ظهر بانون، الذي كان يشغل في السابق منصب مدير موقع "بريتبارت نيوز" الإخباري اليميني المتشدد، كإحدى القوى الرئيسية في البيت الأبيض مع بدء برئاسة دونالد ترامب.
كان تعيين بانون محل خلاف من جانب الجمهوريين الذين دأب موقع "بريتبارت" الإخباري على انتقادهم.
وأصبح "بريتبارت" في ظل قيادة بانون واحدا من أكثر المواقع الإخبارية في الولايات المتحدة قراءة للأخبار المحافظة ومقالات الرأي المعبر عن التوجه المتشدد في الولايات المتحدة.
وكشفت صحيفة "الجارديان البريطانية في نوفمبر 2016، أن المنزل الذي يحتضن إدارة موقع "بريتبارت" Breitbart الأمريكي، الذي يرأسه "ستيف بانون"، مملوك لرجل الأعمال المصري، وعضو لجنة الشئون الأفريقية بمجلس النواب "مصطفى الجندي".
وقالت الصحيفة إن "بانون" يقيم في أكثر من منزل بالولايات المتحدة الأمريكية، ومن ضمنهم المنزل الذي يحتضن الشبكة الإخبارية التي يرأسها "بريتبارت"، وإن هذا المنزل يكلف 2.4 مليون دولار ويقع بجوار مبنى المحكمة العليا بولاية واشنطن يمتلكه الجندي، وفقا لمكتب الضرائب بولاية واشنطن.
وذكرت الصحيفة البريطانية أن الموقع الإخباري خصص العديد من التغطيات للنائب المصري.
حياة بانوب
ولد بانون في ولاية فرجينيا الأمريكية عام 1953 وقضى أربع سنوات في البحرية قبل أن يحصل على ماجستير في إدارة الأعمال من جامعة هارفارد.
وانتقل الرجل بعدها إلى العمل في مجال الخدمات المصرفية الاستثمارية ثم في التمويل الإعلامي وساعد في إطلاق المسلسل الكوميدي "ساينفيلد" وعدة مسلسلات أخرى.
انتقل بانون إلى مجال الإنتاج السينمائي في هوليوود قبل أن يتفرغ لإنتاج أفلام وثائقية سياسية بشكل مستقل.
وشغل بانون منصب كبير المستشارين الإستراتيجيين لترامب، وهو دور أتاح له التواصل مباشرة مع الرئيس الأمريكي، وأمكن رصد تأثيره في بعض القرارات الرئيسية التي اتخذها ترامب.
وبرز دور بانون على سبيل المثال في الأول من يونيو الماضي عندما أعلن ترامب انسحاب الولايات المتحدة من اتفاقية باريس للمناخ، وهي الخطوة التي تعد أحد الأهداف البارزة في سياسة بانون.
وفي أبريل الماضي سعى ترامب على ما يبدو إلى تقليل تأثير بانون، عندما رفض التأكيد على أن كبير مساعديه ما زال يحظى بدعمه، وشرع في التقليل من أهمية دوره في مقابلة خاصة أجرتها معه صحيفة "نيويورك بوست" قال فيها "أنا المستشار الإستراتيجي لنفسي".
ومنذ ذلك الوقت خفت نجم بانون إلى حد ما، وبرزت ترجيحات بإقالته الوشيكة.
دور المحافظين
والتقى بانون خلال عمله بأندرو بريتبارت، وهو رجل أعمال محافظ أراد تأسيس موقع يتحدى من خلاله وسائل الإعلام التقليدية التي قال إن التيار الليبرالي يهيمن عليها.
وعندما توفي أندرو بريتبارت بسبب أزمة قلبية عام 2012، تولى بانون رئاسة الموقع ودفعه إلى الأمام.
وضمن الموقع الإخباري لنفسه مكانة بين المواقع التي تحظى بشعبية، ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن بانون قوله في يناير 2016: "نصف أنفسنا بأننا (فريق قتالي) لا يمكن أن تأتي إلينا من أجل الدفء والغموض".
وتسببت بعض العناوين الرئيسية على موقع "بريتبارت" في إذكاء حالة جدل، إذ وصف عنوان رئيسي معلقا محافظا بأنه "يهودي خائن"، فيما شبه عنوان آخر عمل منظمة الحقوق الإنجابية "تنظيم الأسرة" بأنها مثل "الهولوكست".
مدير حملة
عين ترامب بانون مديرا لحملته الانتخابية في أغسطس 2016 وبعد فوزه في الانتخابات الرئاسة، عينه كبير المستشارين الإستراتيجيين في البيت الأبيض حتى أغسطس 2017 عندما أقاله.
وانتقد الديمقراطيون تعيين بانون في البيت الأبيض، وحينها قال آدم جنتلسون، المتحدث باسم هاري ريد زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ الأمريكي، في بيان: "من السهل معرفة سبب اعتبار المنظمات الأخوية في الولايات المتحدة ترامب بطلا لها بعدما عين واحدا من أبرز دعاة تفوق أصحاب البشرة البيضاء في منصب كبير مساعديه".
كما انتقدت الجماعات الحقوقية المدنية تعيين بانون، من بينها رابطة مكافحة التشهير، التي تنظم حملات معادية للسامية، ومركز قانون الحاجة الجنوبي، وهي منظمة تكافح جرائم الكراهية.
اليمين البديل
ووصف جوناثان جرينبلات، المدير التنفيذي لمركز مكافحة التشهير، بانون أنه "الرجل الذي رأس أول موقع إلكتروني لليمين البديل، وهي مجموعة من القوميين البيض والمعادين للسامية والعنصريين".
وقال ترامب، إن بانون سيعمل "كشريك مكافئ" لبريبوس، كبير موظفي البيت الأبيض، وكان كلا المساعدين في صالح الرئيس في بعض الأحيان خلال إدارته.
وقال ترامب لصحيفة "نيويورك بوست": "أحب ستيف، لكن عليكم أن تتذكروا أنه لم يكن مشاركا في حملتي الانتخابية حتى وقت متأخر جدا".
وذكرت وسائل إعلام أمريكية أن بانون شارك في صراع على السلطة مع صهر ترامب ومستشاره البارز، جاريد كوشنر، الذي يتمتع بنفوذ وتأثير في إدارة ترامب.
وأقال ترامب بانون من دوره البارز في مجلس الأمن الوطني، لكنه ظل حتى وقت قريب محافظا على اتصاله غير المقيد بالرئيس، وهو امتياز خاص في البيت الأبيض يبدو أن بانون قد فقده مؤخرا.