عاش المواطن المصري المقيم في قطر محمد رمضان أحداث مطابقة لفيلم الحدود (بين الكويت والسعودية) عشية ليلة رأس السنة الميلادية وظل عالقا في المنطقة الحدودية بالخفجي لمدة يومين كاملين وحيدا يلتحف برودة الطقس ورياح الغربة.
والحادثة باختصار كما يرويها المواطن المصري محمد رمضان لموقع (مصريون في الكويت) تتلخص في أن محمد ذهب إلى مصر قادما من قطر في شهر يونيو الماضي وقبل الأزمة بين الدول الاربع (مصر والسعودية والامارات والبحرين) وقطر بأيام.. وبعد انقضاء فترة الستة أشهر أراد المواطن محمد أن يعيد سيارته الى قطر وبالفعل توجه الى القنصلية السعودية في مصر التي منحته تأشيرة مرور للأراضي السعودية.
محمد عقد العزم وبدأ رحلته متوجها الى قطر عبر الاراضي السعودية ولكنه عندما وصل لمنفذ حدود سلوى الواقع بين السعودية وقطر أبلغوه بأن المنفذ مغلق بسبب الأزمة ولن يستطيع العبور وجاءه النصح بالتوجه الى الكويت ومن ثم العبور منها عن طريق ميناء الشويخ لشحن السيارة ومطار الكويت ليسافر هو طيران وينتظر سيارته هناك.
محمد توجه الى الكويت عند منفذ حدود الخفجي وسمحت له السلطات السعودية بالمرور عبر المنفذ الى منفذ النويصيب الكويتي المقابل.. لكنه عندما وصل لمنفذ النويصيب لم يسمح له بالدخول لأنه لا يمتلك اقامة أو تأشيرة لدخول الكويت كما أن اقامته القطرية تنتهي بعد شهرين ولا سيبل لعبوره للأراضي الكويتية.
وقع محمد في حيرة من أمره ففكر بالعودة إلى السعودية ومن ثم العودة إلى مصر وبعدها البحث عن حل.. لكنه فوجيء بأنه لن يستطيع دخول الاراضي السعودية مرة أخرى لأن تأشيرته السعودية للمرور مرة واحدة فقط وقد استنفذها بالفعل.. وبهذا أصبح محمد عالقا بين الحدود السعودية الكويتية.. لا هو يستطيع دخول الكويت ولا يستطيع العودة للسعودية!!!
ماذا يفعل محمد؟؟ محمد هداه تفكيره للبحث عن تليفون السفارة المصرية أو القنصلية المصرية في الكويت وبالبحث وصل للهاتف المخصص للقنصلية والمنشور على موقع (مصريون في الكويت www.egkw.com) فاتصل بالهاتف وكان ذلك مساء يوم 31 ديسمبر 2017 وتحدث مع موظف الأمن وشرح له الموقف.
موظف الأمن هدأ من روع محمد وعلى الفور اتصل بالقنصل العام السفيرة هويدا عصام والتي وجهت بسرعة اتخاذ اللازم على الفور ومراعاة الجانب الإنساني قبل أي شيء آخر.. وبالفعل اثنين من فرسان القنصلية هما (الأستاذ محمود عليوة والاستاذ محمد الشناوي) أخذا المهمة على عاتقهما فاتصل عليوة بمحمد واطمأن عليه وعلى احتياجاته الشخصية التي تقيه برودة الطقس والجوع والعطش قبل أي أوراق أو اجراءات.. فكانت الإجابة صادمة بأن محمد ليس معه طعام أو شراب أو أغطية تقيه برودة الطقس في هذه الصحراء القاحلة.
على الفور قرر (محمود عليوة) توفير هذه الاحتياجات ومن ثم أخذها بصحبة محمد الشناوي وقطعا الطريق إلى منفذ النويصيب ليلة رأس السنة ليقضيا الساعات الأولى من العام الجديد برفقة محمد.
برغم كل ذلك لم يكن محمد وحيدا تماما فقد تعامل معه رجال الشرطة الكويتية بكل شهامة وكرم معهود لدى شعوبنا العربية.. وبجدعنة وتعاون جميل لا تجده في مكان آخر.
في ليلة 31 ديسمبر وفي اليوم التالي قامت القنصلية باجراء اتصالات متعددة لاستخراج تأشيرة لمحمد لدخول الكويت ولكن كانت الإجابة بأن اليوم وغدا عطلة ولا يمكن استخراج التأشيرة إلا مع بداية العودة للعمل وهي اليوم الموافق 2 يناير 2018.
انتظر محمد كل هذه الساعات على الحدود ريثما أنهى محمود عليوة أوارق التأشيرة على السفارة.. ومن ثم توجه إلى منفذ النويصيب.. ليقوم بإدخال محمد إلى الكويت ومعه سيارته ليتوجه إلى ميناء الشويخ لانهاء اجراءات شحن السيارة والسفر طيران عبر مطار الكويت إلى قطر.
موقع (مصريون في الكويت www.egkw.com) يقول لمحمد حمدلله على سلامتك.. وشكرا كبيرة لسفيرنا في الكويت طارق القوني الذي تابع الحدث باهتمام ولقنصليتنا العامة وأم المصريين هويدا عصام وللأستاذ محمود عليوة والاستاذ محمد الشناوي وعم حامد سواق القنصلية وجميع فرسان القنصلية والسفارة.. وهنا لا ننسى بالشكر رجال الداخلية الكويتية الذين تعاونوا لأقصى حد.. وبالأخص العقيد جاسم محمد الحماد مدير إدارة منفذ النويصيب.
شكرا لكل المخلصين النشطين.