حادثة اعتداء الجانح الكويتي على الوافد المصري في الشويخ الصناعية، الأسبوع الماضي، بوحشية، أمر غير مقبول في كل الأعراف والمجتمعات والتجمعات.. فمن متى أصبح الكويتي يتكلم بالصفع وقبضة اليد؟! عشنا في الكويت عقوداً لم نر فيها إلا معارك أطفال المدارس في مرحلتي الابتدائي والمتوسط.. ولا أتذكر أني شهدت معركة بالأيادي أثناء دراستي في ثانوية الشويخ، لا بالأقسام الداخلية، حيث كنا نعيش سوية مع الزملاء والأصدقاء 6 أيام كاملة بالأسبوع، ولا بالصفوف الدراسية!
لتزداد وتيرة العنف بعد الغزو الغاشم، وبعد غياب القيم الأخلاقية التي تربينا عليها، حيث حلت محلها قيم مظهرية بحتة، قضاء أوقات الفراغ لسماع محاضرات نظرية تهميشية من البعض.. تدعو إلى التعصب والفرقة، أكثر مما تدعو إلى التفهم والألفة..
نرجع إلى المجني عليه الوافد المصري، الذي ضُرب ضرب شهر بدقائق، وندين هذا الاعتداء الفج، راجين أن يأخذ الجاني جزاءه، ويكون عبرة لمن يعتبر هو وأمثاله الجانحين.. شاكرين أشقاءنا في وزارة الداخلية لسرعة ضبط هذا الجاني وإيداعه المؤسسات القضائية ثم العقابية، حتى ينال جزاء ما اقترفته يداه..
* * *
هذا من ناحية.. ومن ناحية أخرى، ليعذرنا أشقاؤنا المصريون بأننا لا نجد مبرراً للضجة التي أحدثتها هذه الجريمة الفردية في المجتمع المصري، حيث تناول أعضاء في مجلس الشعب المصري هذا الموضوع بالتعليق، وتستقبل الكويت وزيرة الهجرة المصرية نبيلة مكرم لمتابعة القضية بحسب ما صرحت به في القاهرة.
ونطمئن إخواننا المصريين بأننا دولة قانون ومحاكم ودستور، تعطي لكل ذي حق حقه.. ومثل هذه الحوادث تحدث يومياً في القطر المصري عشرات المرات، من دون أن تثير عُشر معشار هذه الضجة التي لا نرى ما يبررها، ما دامت السلطات الكويتية والرأي العام الكويتي كله قد تحرك لكي يأخذ الجاني جزاءه، وبأن يطيب خاطر المجني عليه..
ونُذّكر أشقاءنا الأعزاء في مصر الحبيبة عن عشرات الحوادث التي تحدث للكويتيين، وآخرها السيدة الكويتية التي قتلت منذ أشهر في منزلها وسرق الجاني الأموال التي وجدها في منزلها.. وغيرها من حوادث لا نود أن نفتح أرشيفها لأن ليس هذا ما نقصد.. ما نقصده هو أن العلاقة بين البلدين العربيين هي من أوثق العلاقات منذ عشرات السنين، ولا يمكن أن تزلزلها حادثة إجرامية فردية.. أليس كذلك؟!
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.