تدرس إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، "قرارا بالغ الأهمية"، في دولة عربية، ربما يغير قواعد اللعبة في منطقة الشرق الأوسط، بحسب ما كشفه مسؤول في الإدارة الأمريكية. 
وكشف المسؤول تفاصيل اللقاء الذي دار بين ترامب ومدير وكالة الاستخبارات المركزية مايك بومبيو، ومستشار الأمن القومي هربرت ماكماستر، في المكتب البيضاوي، إذ قرر الرئيس دونالد ترامب التخلص التدريجي من البرنامج السري الذي تديره وكالة الاستخبارات المركزية، والذي بموجبه تزود واشنطن المعارضة السورية المعتدلة بالأسلحة والذخائر، في محاولة للإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد، بحسب تقرير نشره موقع "ذا ناشيونال إنترست" الأمريكي.
المسؤول الذي فضّل عدم ذكر اسمه قال بوضوح إن "بوتين فاز في سوريا"، وهو ما يعني أنه من المرجح أن يتم إلغاء برنامج السي آي أيه المعادي للأسد عاجلا أو آجلا، ما يعني الإقرار بالهزيمة والانسحاب، لكنه سيقابل بمعارضة شديدة من صقور الكونغرس مثل السيناتور جون ماكين، والسيناتور ليندسي غراهام، ورئيس مجلس النواب، بول ريان، وجميعهم من المؤيدين للإطاحة بالأسد باستخدام القوة، منذ أن أطلق جيشه وجهاز مخابراته لقمع انتفاضة مناهضة للحكومة في مارس/آذار 2011.
واعترف البيت الأبيض ضمنا بأنه لم يكن هناك أي سبيل يمكن للولايات المتحدة أن توقف المكاسب الإقليمية للحكومة السورية ما لم تمنح المعارضة المزيد من الأسلحة ذات العيار المتزايد، بحسب التقرير.
ويشير التقرير إلى أن ظاهر السياسة الأمريكية في سوريا، كان مجرد دعوة لاستقالة الأسد في محافل متعددة الأطراف، لكنها في الواقع تجاوزت ذلك، عبر تقديم المساعدة العسكرية التي يحتاجها خصوم الأسد لتحقيق هذا الهدف، فقد كانت الاستراتيجية تعتمد على دفع القوات الحكومية إلى البلاد، وإقامة أراضي في سوريا خارج سيطرة النظام، وبالتالي خلق بديل لجزء كبير من الشعب السوري الذي يطالب بحقيقة سياسية جديدة. 
واستمرت إدارة أوباما ومن بعدها إدارة ترامب في الإشارة إلى بشار الأسد باعتباره إنسانا شريرا يقود نظاما مجرما، لكن تدخل روسيا القوي في سوريا، بدعوة من الحكومة السورية في أيلول/سبتمبر 2015، أفسد حسابات واشنطن، وكان بداية النهاية لحملة تغيير النظام التي تقودها واشنطن.
ويؤكد التقرير أن السبب في خسارة أمريكا وفوز روسيا، هو أن موسكو مستعدة أكثر من واشنطن، لإنفاق المزيد من الجنود والأموال والأصول العسكرية للحفاظ على بقاء نظام الأسد، لأنه أكثر أهمية لمصالح موسكو الوطنية مما هو عليه بالنسبة لواشنطن، فالولايات المتحدة لا تحتاج إلى سوريا للحفاظ على موطئ قدم استراتيجي في الشرق الأوسط، لكن هذا بالضبط ما يحتاجه الروس.
ويبذل المبعوث الخاص إلى سوريا ستيفان دي ميستورا (وهو مفاوض لمدة أربعين عاما، يستعان به في الوساطة في أكثر مناطق العالم تعقيدا) قصارى جهده لإقناع جميع الأطراف المتحاربة بوضع جدول أعمال واسع يمكن لممثلي الأسد ووفود المعارضة العمل من خلاله، ولكن حتى سبع جولات من المحادثات في جنيف بقيادة دبلوماسي عنيد لم تسد بعد فجوة يمكن أن تكون في الواقع غير قابلة للإصلاح.
لكن المكاسب التي حققتها روسيا ميدانيا أعادت للأسد ثقته ومن ثم لم يعد في حاجة إلى التفاوض، بل صارت له "اليد العليا مع قبضة من حديد" وفقا للتقرير.