عندما نتحدث عن تكاليف الصحة نتفق او نختلف تظل الحقيقة ثابتة وهي ارتفاع مضطرد في تكاليف الدواء والعلاج في المنظومة الصحية في أي بلد مهما كان حجم إيراداتها، وأصبح حساب التكاليف من الأمور المعقدة لتنوع وتعدد مصادر التكلفة. عندما تفرض رسوم صحية جديدة او اخراج خدمات صحية من التغطية فان ذلك يصيب الكثير من المستفيدين بالقلق والتخوف من المرور بأي طارئ طبي او مرض عضال لا سمح الله يطال الدخل والمدخرات او ان يخرج الشخص المريض من ازمته مدينا، ولذلك تتخذ العديد من الهيئات المسئولة عن الصحة في دول عديدة نظم متنوعة من التأمين الصحي لتدارك أي تبعات تنتج عن إقرار أي رسوم جديدة لذلك تخرج صورة التأمين الصحي في النهاية كشكل من أشكال التكافل فهناك من لا يمرض او لا يستفيد من الخدمة الصحية فما يدفعه يصب في فاتورة شخص اخر تجاوزت تكاليف علاجه ما سدده.
المقدمة السابقة تمهد للمقترح التالي الخاص بالتأمين الصحي سواء اقرته حكومة او قدمته شركة تأمين وهو اصدار بطاقات تأمين صحي مختلفة التكلفة، فمن يري في نفسه انه سيحتاج للخدمة الطبية يشتري مثلا كارت تأمين صحي بقيمة 100 دينار يتيح له مثلا 20 استشارة طبية بالمستوصف (شاملة اسنان) وخمسة بالمستشفى وتحليلين وأشعتين وعملية جراحية واحدة (او ولادة) وإقامة خمسة أيام بالمستشفى و3 بالعناية المركزة سنويا واذا ما استنفذ الكارت يجدد لمرة واحدة فقط بنفس القيمة خلال السنة. من يري في نفسه الصحة ويضمن عدم مروره بأي أزمة صحية لا يشتري الكارت ولكن يدفع الرسوم المقررة في أي وقت يحتاج فيه الي الخدمة الطبية.
نفس الفكرة علي الزائرين فمنهم من يحضر ليوم او عدة أيام ومنهم من يحضر لأسابيع او عدة اسابيع فهؤلاء يمكنهم شراء كروت خاصة بالزائرين مختلفة القيمة طبقا لمدة اقامته بحيث تكون للطوارئ فقط بمعني ان الزائر عليه ان يشتري من المطار كارت تأمين صحي مثلا بقيمة دينارين عن كل يوم إقامة لو انه سيقيم اقل من أسبوع وثلاثون دينارا اذا ما كانت اقامته تمتد لشهر وهكذا تزداد القيمة مع زيادة مدة الإقامة وطبعا هذه الأرقام استرشاديه فقط ولكن يمكن ان يُبني عليها طبقا لرؤية الاقتصادي او المسئول او المُشرع.
ان هذا النظام سيحقق تحجيما للاستفادة من الخدمات الصحية بحيث لا يُساء استخدامها وثانيا انه يحقق ارتقاء بالمنشآت والامكانيات وأيضا نظام يسهل استعادة تكلفة الخدمات الصحية المقدمة ورفع جودتها وأخيرا هو إعطاء الطمأنينة للوافدين المستفيدين من الخدمات الصحية بعدم دخولهم في أزمات مالية لا يقدرون عليها في حالة مرضهم او بشكل يمكن ان يرهق حالهم كما انه يمثل تيسيرا لدي القطاع الخاص او الهيئات في التأمين على العاملين لديهم.
في النهاية ادعو الله للجميع بالصحة وبالتوفيق راجيا من المولى عز وجل ان يديم نعمه .. والله ولي التوفيق