دفعت معاناة «أطفال الشوارع» المشردين، بريطانيَين لقطع مسافة خمسة آلاف كيلومتر بالدراجة عابرين (13) دولة لأداء فريضة الحج.
ويشير صاحب الفكرة رشيد علي ذو (43) عاما، والناشط في الأعمال الخيرية في المملكة المتحدة بين الجالية الإسلامية إلى أن فكرة الذهاب للمشاعر المقدسة تراوده منذ نظّم سباقا خيريا من كامبردج إلى لندن.
ويهدف رشيد وزميله في الرحلة عبدالمنان (26) عاما، الذي يعمل مدرسا وملاكما إلى جمع 100 ألف باوند لمساعدة أطفال الشوارع المشردين في بريطانيا ودول آسيوية مثل باكستان وبنغلاديش وسورية. لافتا إلى نجاحه في جمع 65 ألف باوند سواء من مسلمين أو حتى مسيحيين، ويأمل أن يستكمل المبلغ ليسلمه للجمعيات الخيرية المختصة في بريطانيا.
ورفض رشيد استقطاع جزء من المبالغ التي جمعها في بلاده لرحلته، ويكتفي بدعم بعض الجمعيات الخيرية، رغم أن ذلك حال دون دخوله موسوعة «غينيس» للأرقام القياسية، كونه قطع أطول مسافة في العالم بالدراجة ولم يسبقه أحد لذلك.
رشيد وعبدالمنان يفكران في عرض دراجتيهما للبيع في المزاد العلني بعد عودتهما لبريطانيا، إذ حددا خمسة آلاف باوند كحد أدنى لكل دراجة ليكون مبلغا إضافيا في حملة التبرعات للأطفال.
رفض عبدالرشيد عرضا مغريا من المطوف زكي كمال حسين أحد مطوفي مؤسسة تركيا ومسلمي أوروبا وأمريكا وأستراليا لشراء الدراجة، معللا ذلك برغبته بيع الدراجة في بريطانيا بمبلغ أعلى ليكون حصيلة التبرعات أكبر وأوسع.
الدراجان البريطانيان لقيا حفاوة وتكريما واستقبالا من بعض الجهات داخل وخارج المملكة، كما تطرقت عدد من وسائل الإعلام المحلية والعربية، بينما وصفت الصحافة البريطانية رحلتهما بالأطول والأغرب على مستوى العالم.
يذكر أن الصديقين قضيا (56) يوما للوصول إلى مكة المكرمة، منها (42) يوما على الدراجة، حيث خصصا السير فيها يوميا مسافة (120) كلم. واضطرا للسفر بالطائرة بسبب الأحداث في سورية، وعدم وجود طريق أمان في العراق، إذ استقلا طائرة من أنطاكيا إلى القاهرة، ثم أكملا رحلتهما حتى وصلا إلى مطار الغردقة ثم سافرا مجددا منها إلى جدة.
وعبَر الصديقان اللذان كانا يستقلان الدراجتين- بينما كان صديق ثالث يلاحقهما بسيارته كدعم لوجستي خلال رحلتهما- (13) دولة بدءا من بريطانيا مرورا بفرنسا وألمانيا والنمسا وسلوفينيا وصربيا وكرواتيا والبوسنة وبلغاريا وتركيا واليونان ومصر، وصولا إلى السعودية- وأبديا سعادتهما بالوصول إلى المملكة وأداء فريضة الحج.
ويخشى الصديقان من العودة بالدراجة لبريطانيا مجددا بسبب غضب زوجتيهما وأولادهما، إذ كلفتهما هذه الرحلة البعد عنهم لمدة تصل إلى ثلاثة أشهر كاملة، ولا يطيقان الصبر لشهرين إضافيين للسفر بالدراجة مجددا.