قال المشير خليفة حفتر، قائد الجيش الليبي ، إن سيف الإسلام القذافي طليق وفي مكان آمن، مبديًا ترحيبه باضطلاع نجل العقيد الراحل معمر القذافي بدور سياسي «إذا أراد»، مؤكدًا أنه لا مشكلة مع «الإخوان المعتدلين» بل مع المتطرفين، وتحدث عن اجتماع مقبل لضباط الجيش في مصر في إطار توحيد القوات المسلحة.
وقال "حفتر"، «كل الضباط الذين قرروا الاجتماع في القاهرة جزء من القوات المسلحة الليبية وجزء آخر من مصراتة والبعض يعتقد أن كلًا منهما لديه مآخذ على الآخر، بالعكس نحن أبناء مؤسسة واحدة وليس لدينا لا شرق ولا غرب كلنا واحد»، مضيفًا أن اتفاق باريس سينفذ والهدف منه الانتقال من الفوضى إلى بناء دولة.
وفي حديث صحفي غداة توقيعه الاتفاق مع رئيس حكومة الوفاق فائز السراج، ورأى "حفتر" أن «أهم مفاعيل الاتفاق سيكون توحيد الجيش الذي يشهد منذ ثلاث سنوات تخريج آلاف الجنود وضباط الصف في الكلية العسكرية».
وأوضح أن «لدى الجيش بعثات في الخارج في دول مثل مصر وتركيا وأماكن عدة أنهى أفرادها دوراتهم وعادوا»، متابعًا: «نحن في مرحلة إعادة تنظيم بعد ثلاث سنوات من القتال».
واستطرد قائد الجيش الليبي، أنه بعد السيطرة على مناطق بكاملها، نفتح الأبواب لكل من كانوا في الجيش ويسمح لهم القانون بالانضواء مجددًا ولم يرتكبوا جرائم».
وعما إذا كانت القوة الأمنية التابعة لحكومة السراج ستدمج بالجيش، قال: «طبعًا القوة الأمنية تتوحد مع الجيش وتتماشى مع قوة أكبر لدينا، فهما صنف واحد، سواء كان على صعيد الاستخبارات أو القوات المسلحة النظامية».
وعن كيفية دخول الجيش إلى العاصمة الليبية، قال: «كل محيط طرابلس تابع لنا، والخريطة تظهر أن جيشنا يغطي كل الأماكن حتى داخل المدينة».
وعن كيفية تعامله مع المعارضة خصوصًا تيار «الإخوان»، أجاب: «لا مشكلة لدينا مع المعتدلين من الإخوان، أما المتطرفون فهم ليسوا مسلمين بل لديهم نهج عنيف، ويرفضون الدولة الوطنية ويمتلكون مشروعًا أيديولوجيًا كبيرًا وهو مرفوض» - بحسب قوله.
وعن حقيقة تواجد سيف الإسلام القذافي في المنطقة التي تسيطر عليها قوات الجيش وعما إذا كان طليقًا فعلًا، قال حفتر، إن سيف الإسلام «مواطن ليبي عادي وأنا لم أرَه بل أتابع تحركاته منذ الإفراج عنه وهو في مكان محدد، وليس لدينا مأخذ شخصي ضده، بل بالعكس أهلًا وسهلًا به»، وهل يمكن أن يكون لسيف الإسلام دور سياسي؟ أجاب حفتر: «ولمَ لا؟ إذا كان يريد لعب دور سياسي فلا مشكلة».
ونفى المشير، أن يكون السراج عرض عليه الرئاسة، وقال: «لم يعرض عليّ ذلك، ولا هو ولا أنا، نفكر في هذا الأمر الآن، بل تفكيرنا ينصب على نقل ليبيا من دولة فاشلة الى دولة حقيقية يعترف بها العالم». وزاد: «دوري في هذه الدولة سيبقى كما هو». وأضاف: «عندما حدث التغيير بعد معمر القذافي توقعنا أن ننتقل الى دولة، ولكن كانت الفوضى والآن نريد أن تنتهي وأن يعود البلد دولة مستقرة آمنة يقوم فيها نظام ديموقراطي».
وعن أسباب نجاح الاتفاق بينه وبين السراج بعد طول انتظار، قال: «تضافرت الجهود والمبادرات التي قدمت من فرنسا ومصر وتونس والجزائر والإمارات كلها صبت في الهدف نفسه».