رأى خبراء أمنيون أتراك أن الهجوم المزدوج الذي وقع الأسبوع الماضي في طهران وأسفر عن قتل 12 شخصاً، قد يكون رسالة تحذير إلى تركيا وقطر وإيران توجهها الولايات المتحدة التي تسعى إلى فرض سيطرتها في جميع أنحاء الشرق الأوسط.
وأشار كل من الخبير في قضايا الأمن ومكافحة الإرهاب، عبد الله أغار، ورأفت أسلانتاش، مدير معهد الدراسات الاستراتيجية "أنكا" في أنقرة إلى أن "داعش" مجرد غطاء، وهو أداة تستخدمها القوات العالمية لأغراضها الجيوسياسية.
وتساءل أغار في مقابلة مع "سبوتنيك ": "إذا كانت لدى داعش القدرة على تنفيذ مثل هذا العمل الإرهابي في طهران فلماذا لم تفعل ذلك في وقت سابق؟ والمعروف أن داعش يعتبر الحكومة الإيرانية أحد أعدائه الرئيسيين".
بدوره، يرى مدير معهد الدراسات الاستراتيجية، رأفت أسلانتاش، أن الهجوم الإرهابي في إيران هو جزء من استراتيجية تهدف إلى تعزيز دور الولايات المتحدة في المنطقة وتعزيز المشاعر المعادية لإيران، مشيراً إلى أن هناك صلة بين الهجوم على إيران وزيادة أعداد القوات الأمريكية في المنطقة.
وأشار أسلانتاش إلى أن واشنطن والرياض وقعتا أخيراً صفقة بقيمة 350 مليار دولار، منها 110 مليارات دولار ستستخدم في توريد الأسلحة. وهي أكبر صفقة أسلحة بين البلدين.
ووفقاً له فإن هذه الصفقة تشير بوضوح إلى أن الولايات المتحدة تعتزم تعزيز نفوذها في الشرق الأوسط. ولهذا السبب لا تريد أن ترى قطر وإيران منافسين لها، حيث إنهما بدأتا في تطوير التعاون في حوض الغاز.
وعن الحديث حول أن الولايات المتحدة تريد تحويل تركيا إلى جانبها فى هذا الصراع، قال أسلانتاش: "إن تركيا تقف أيضاً ضد الطموحات الإيرانية، ولكن انضمامها إلى التحالف الناشئ المناهض لإيران سيكون خطراً للغاية."
ودعا إلى أن تبقى تركيا بمعزل عن هذه الجبهة، لأنها لن تجني أي فائدة من الدخول في النزاعات المحتملة.
ورأى أن على أنقرة أن تقوي علاقاتها مع إيران لأن السبيل الوحيد لمنع الصدامات هو إقامة حوار في المنطقة حتى تتمكن روسيا وإيران وتركيا من القيام بدور أكثر فعالية في سوريا.