صرح الدكتور أشرف لطيف تادرس، رئيس قسم الفلك بالمعهد القومى للبحوث الفلكية الجيوفيزيقية، بأن نهار يوم بعد غد "الاربعاء" سيكون أقصر نهار فى العام وليله الأطول، وذلك تزامنا مع حدوث ظاهرة الانقلاب الشتوى في مصر والمنطقة العربية ودول النصف الشمالى من الكرة الأرضية فى الفترة ما بين يومى 20 و23 ديسمبر من كل عام، وفيها يحتفل السائحون فى مصر بتعامد الشمس على معبد الكرنك الفرعونى معلنة انتصاف فصل الشتاء وذروته الفلكية.

وأضاف فى تصريح خاص لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم أن الانقلاب الشتوى يعنى "ذروة فصل الشتاء" ويحدث هذا العام فى مصر غدا الأربعاء فى الساعة 12 و44 دقيقة بعد الظهر بالتوقيت المحلى لمدينة القاهرة، مشيرا إلى أن عدد أيام شتاء هذا العام ستكون 88 يوما، و23 ساعة، و45 دقيقة.

وقال إن الانقلاب الشتوي هو ظاهرة فلكية تحدث عندما تكون الشمس في السماء عند أقل مسافة زاوية من الأفق، وبعد يوم منه تبدأ الشمس بالصعود إلى الشمال الشرقي في حركتها الظاهرية، حيث يتناقص طول الليل ويزداد طول النهار حتى يتساوى الليل مع النهار عند يوم 21 مارس وهو موعد الاعتدال الربيعى.

وتابع أن يوم الانقلاب الشتوى يتميز بشروق متأخر للشمس وغروب مبكر لها، أى نهار قصير وليل طويل، هذا ما يحدث تدريجيا منذ مطلع شهر ديسمبر من كل عام إلى أن تحين لحظة الانقلاب الشتوي، وفيها تكون الشمس واقعة مباشرة على مدار الجدى فى النصف الجنوبى من الكرة الأرضية وتكون الشمس ظاهريا فى أقصى ميل لها نحو الجنوب، حيث يميل القطب الشمالي بعيدا عن الشمس بمقدار 23.5 درجة وسيكون طول النهار في كل المواقع شمال خط الاستواء أقل من 12 ساعة.

وأشار تادرس إلى أنه من المعلوم فلكيا أن الأرض لا تدور حول نفسها بشكل عمودي تماما، وإنما ينحرف محور دورانها بمقدار 23 درجة ونصف، لهذا فإن كمية الطاقة التي تستقبلها الأرض من الشمس تكون متغيرة عند النصفين الشمالى والجنوبى منها، مؤكدا أنه من الأخطاء الشائعة.. القول بأن الصيف والشتاء ينشآن نتيجة لقرب أو بعد الأرض من الشمس، ولكن حقيقتها العلمية هى أن الصيف والشتاء ينشآن بسبب انحراف محور دوران الأرض حول نفسها بمقدار 23 درجة ونصف.