تعددت طرق النصب على المواطنين، وانتشرت في الآونة الأخيرة طريقة اعتبرها الخبراء الأكثر خطورة على المجتمع وتتمثل في قيام عدد من البلطجية ومسجلي الخطر بانتحال صفة ضباط وأفراد شرطة ونصب كمائن للإيقاع بالمواطنين، وسرقة أموالهم وممتلكاتهم.وكانت آخر تلك الوقائع، ما شهده شارع قصر العيني، أمس الأول من انتحال اثنين من مسجلي الخطر لصفة ضباط شرطة وسرقة المواطنين.بدأت الواقعة عندما انتحل كل من "محمد.ج"، 30 عاما، عاطل، سبق اتهامه في 3 قضايا "بلطجة" و"عادل.ح"، 29 عاما، عاطل، سبق اتهامه في 3 قضايا نصب، صفة ضباط شرطة وإعداد كمين مزيف بسيارة مستأجرة، واستيقاف كل من "ناصر.م"، 49 عاما، عامل، و"سيد.ع"، 40 عاما، عامل، والاستيلاء منهما على 950 جنيهًا.وتمكنت قوة أمنية من مباحث قسم شرطة السيدة زينب، بمنطقة قصر العيني، من القبض على المتهمين وتحرير محضر بالواقعة.ضابط مفصول
وفي شهر مايو من العام الجاري، شهدت منطقة الزمالك حادثة مشابهة، عندما ألقت أجهزة الأمن بالقاهرة القبض على ضابط مفصول من جهة سيادية، وصديقه، بتهمة ابتزاز قائدى السيارات وإعداد كمائن بمنطقة الزمالك، وتولى معتز زكريا وكيل نيابة قصر النيل التحقيق.
وفي شهر يناير من العام الجاري، تمكنت قوات الأمن بمديرية الجيزة من القبض على 4 مسجلين من الوادي الجديد، بعد انتحالهم صفة ضباط، وإنشاء كمين على الطريق الدائري لابتزاز سائقي السيارات.
دائري الفيوم
وفي 2014 قام التليفزيون المصري بتصوير مداهمة حية لكمين مزيف بالطريق الدائري في الفيوم، أعده عدد من منتحلي صفة ضباط الشرطة بغرض سرقة المواطنين.
إبراز كارنيه الشرطة
وقال العميد محمود قطري، الخبير الأمني، إن انتشار الكمائن المزيفة يقع -بالدرجة الأولى – على عاتق قوات الشرطة، فهم من سمحوا للبلطجية بفعلتهم هذه عندما استكبروا عن إظهار "كارنيهاتهم" وإثباتات الشخصية الخاصة بهم قبل الحديث مع مواطن، فضلًا عن نشر الخوف والذعر في قلوب المواطنين البسطاء ما لا يتيح لهم الفرصة في إعمال عقولهم وطرح أسئلة على الضابط عند الشك به.
وتابع قطري أن البلطجية استغلوا تلك العوامل في ابتكار طريقة جديدة للنصب على المواطن، لتنتشر تلك الطريقة بسرعة كبيرة جدًا وتمثل خطرا كبيرا على أمن المجتمع.
وبالنسبة لطرق تمييز الكمين الحقيقي من المزيف، قال قطري، إن الكمين المزيف لا يطلب إلا أموال الرشاوي بدون حتى الاطلاع على أوراق أو تسجيل غرامات وأية إجراءات قبل طلب الأموال، بعكس كمائن الشرطة والتي يكون لها "بروتوكول متبع" وحتى إن طلب الشرطي رشوة فقد يسبقها طلب أوراق.
وطالب قطري المواطنين بعدم دفع رشاوي للكمائن سواء الحقيقي منها أو المزيف، لأن ذلك يشجع على انتشار طرق النصب بانتحال صفة شرطي.
هيئة الضباط
وأضاف قطري أن أحد أهم طرق تمييز الكمائن المزيفة، عن طريق ملاحظة تنظيم الكمين وعدد وحدات الشرطة المتواجدة به، فكمين الشرطة الحقيقي يكون له تنظيمة مميزة ويحتوي على أكثر من سيارة شرطة، وغالبًا ما يكون به رتب شرطية متنوعة، وبحوزتهم "دفتر سحب إيصالات".
وأكد قطري أن حل تلك الأزمة يقع على عاتق وزارة الداخلية لا المواطنين، لأن الحل بكل بساطة التشديد على الضباط في إبراز إثبات الشخصية.