في ظل غياب رقابة وزارة الصحة على قطاع الدواء، انتشرت عصابات لشراء الأدوية منتهية الصلاحية من الصيدليات بعد رفض شركات الأدوية أستعادتها بأقل من ربع الثمن، ثم القيام بتدويرها وإعادة وضع تاريخ الصلاحية وبيعها في الأقاليم للبسطاء مرة أخرى.

بدأ الموضوع على شبكات التواصل الاجتماعي، حيث تم إنشاء عدة صفحات بعنوان “نبيع ونشتري الأدوية منتهية الصلاحية” ويقوم أصحاب الصيدليات المغلوبين على أمرهم بالتواصل معه وبيعهم للأدوية منهية الصلاحية بربع الثمن لتحقيق أي ربح ولو بسيط بدلاً من التعرض للخسارة على يد شركات الأدوية التي ترفض استعادة الأدوية بالرغم من وجوب فعل ذلك عليهم.

تقوم هذه الصفحات بالإعلان عن وجود مندوب لها في محافظة ما وعلى من يريد البيع التواصل مع هذا المندوب، ويتم الاتفاق على الكمية والسعر، وتم الصفقة، بعد ذلك تقوم هذه العصابات بتغيير تاريخ الصلاحية على علب الأدوية ومن ثم بيعها مرة أخري للفقراء في الأقاليم بسعر أرخص من سعر السوق مما يسرع من تجارتهم ويزيد من أرباحهم.

يتم إعادة الأدوية للشركات من خلال أصحاب النفوذ في سوق الدواء، لأن الشركات ترفض إعادة الأدوية إلا من الصيدليات التي تشترى منها أدوية بكميات كبيرة لديها، أو أحد السلاسل التي تشترى الأدوية المنتهية الصلاحية للحصول على خصم على الفواتير، وزيادة ربحها، وذلك لعدم وجود أدوية منتهية الصلاحية لديها، أما الصيدليات الصغيرة فجبال الأدوية منتهية الصلاحية متراكمة بها، وبالتالي يلجئون للطرق الغير مشروعة في بيع هذه الأدوية المتراكمة.

تجار الأدوية منهية الصلاحية يحصلون على الأدوية من الصيدليات بقيمة تتراوح من 15 إلى 20% من قيمتها الأساسية، ويبيعونها لكبرى الصيدليات بحوالي 50% من قيمتها أيضا، والتي بدورها تقلل قيمة فاتورتها ويحققون أرباحا كبيرة، وبعض التجار يعملون بحمولة السيارة النقل، والتي تتراوح قيمة حمولتها من 7 إلى 10 آلاف جنيه، في حال إن إجمالي قيمة الحمولة 100 ألف جنيه، ويتم فرز الأدوية بين ما يتم توريده لمصانع بير السلم، وأخرى للشركات، ويتم تجميعها في مخازن في مناطق خارج المحافظات، من خلال مناديب يمرون على الصيدليات بالمحافظات.

ليست هذه هي الوسائل الوحيدة لتخلص بعض الصيادلة من الأدوية منتهية الصلاحية، بل ابتكروا وسائل لإخفاء تاريخ الصلاحية عن المرضى، حيث يتم إعادة تدوير المراهم والكريمات لعمل تركيبات منها، وتقطيع المسكنات والمضادات الحيوية وتفريطها، وبيعها بالقرص للمرضى، وباقي الأدوية يبيعونها للاستخدامات البيطرية.