حسابيا وجغرافيا ينتهى فصل الصيف بعد 38 يوما فى الساعة الرابعة و21 دقيقة يوم الخميس الموافق 22 سبتمبر المقبل، حيث ينقضي الصيف فلكيا ويبدأ فصل الخريف، وبذلك يتم الصيف عدته 93 يوما و15 ساعة و47 دقيقة، طبقا لما أشارت إليه حسابات المعهد القومى للبحوث الفلكية والجيوفيزيقة.
ورغم بدء العد التنازلى لحدوث الاعتدال الخريفى إلا أنه لا يحمل أى بارقة أمل تشير إلى انتهاء موجات الحر الشديدة والمتلاحقة التى تميز بها صيف هذا العام والذى كشر عن أنيابه قبل قدومه.
"المزيد من الحر مازال فى الطريق إلينا".. هذا ما أكده تقرير حالة المناخ الذى نشرته الجمعية الأمريكية للأرصاد الجوية مستندا لدراسة أجراها أكثر من 450 عالما من مختلف أنحاء العالم، مشيرا إلى أن العام الماضى كان أكثر الأعوام حرارة في البر والبحر، وفيه سجلت ارتفاعًا هو الاشد على الإطلاق منذ بدء تسجيل درجات الحرارة ووضع سجلات تفصيلية لها لأول مرة فى العالم.
وأرجع التقرير السبب فى ذلك لظاهرة (النينيو) التى ستؤثر على الأرجح وبشكل أكبر في درجات حرارة سطح الأرض، في العام الحالى، لتمهد الطريق لعام آخر من درجات الحرارة المرتفعة، قد يتفوق على المعدلات التى سجلتها فى العام الماضى، وقدرها درجة مئوية كاملة بالمقارنة بالفترة التى سبقت العصور الصناعية.
وقالت الدراسة إن الحرارة القياسية التى سجلت في عام 2015، كانت نتيجة مجموعة عوامل منها ارتفاع درجات حرارة الأرض على المدى الطويل، وحدوث ظاهرة إل "نينيو" المناخية بشكل لم يسبق له مثيل منذ 50 عاما على الأقل، وهى الظاهرة التى تحدث بالمياه الدافئة بشكل غير معتاد في المحيط الهادي، أواخر شهر ديسمبر ويمكن أن تسبب ظروفا مناخية كارثية، وقد أدت فى العام الماضى الى ذوبان الجليد الذى رفع منسوب مياه البحر إلى أعلى مستوى على الإطلاق.
والدراسة التى استند إليها التقرير هى دراسة سنوية تشرف عليها الإدارة الوطنية الأمريكية للمحيطات والغلاف الجوي، والتى من المتوقع أن تشعل نتائجها على الأرجح النقاش الدائر حاليا بشأن سياسات تدابير مكافحة ارتفاع درجات حرارة الأرض، خاصة ما جاء فى الاتفاق الدولي الذي أبرم في باريس في ديسمبر الماضى كثمرة لمؤتمر المناخ العالمى الذى عقد هناك.
وبهذا تبرئ هذه الدراسة الشمس من موجات الحر التى تشهدها أغلب البلاد الواقعة فى النصف الشمالى من الكرة الأرضية، ومن يينها مصر فى فصل الصيف، حيث أكد الفلكيون أن حركة الشمس الظاهرية بعد تجاوزها الانقلاب الصيفى فى يوم 21 يونيو الماضى شهدت استمرارا فى اتجاهها تدريجيا نحو الجنوب.
وأوضحت الدراسة أن الشمس يتناقص ميل أشعتها تدريجيا إلى أن يصل إلى الصفر حول يوم 23 سبتمبر القادم، وهو يوم الاعتدال الخريفى وعنده تتعامد أشعة الشمس على خط الاستواء ويتساوى الليل والنهار لجميع الأماكن على سطح الكرة الأرضية، وأنه عند انقضاء الصيف فلكيا فى شهر سبتمبر القادم ستكون الشمس باتت عمودية على خط الإستواء، حيث تنشأ ظاهرة الاعتدال الربيعى والخريفى والإنقلابين الصيفى والشتوى عن ميل محور الأرض أثناء دورانها حول الشمس لدرجة 23.5 درجة، ويترتب على ذلك تشكيل 4 فصول مختلفة على كوكب الأرض.