التحقت أول مقاتلة مسلمة في قوات النخبة البريطانية "عزي أحمد"، التي تدربت على الحرب خلف خطوط العدو، ففي الوقت الذي خطط فيه والديها لتزويجها من شاب باكستاني مسلم، يتبنى نفس التقاليد والقيم المحافظة للأسرة، كانت الفتاة تخضع بالفعل دون علم أسرتها لتدريبات قاسية ضمن فريق النخبة بالجيش البريطاني.

وفي حوار مع صحيفة "الاندبندنت" البريطانية، تضيف عزي أحمد، أن فكرة الانضمام للجيش جاءت بمحض الصدفة، فأثناء دراستها للآداب، مازحتها إحدى صديقاتها قائلة، ينبغي عليك الانضمام للجيش الإقليمي.

وأوضحت عزي أنها تتبعت تفاصيل الالتحاق وعلمت أن القوات الجوية لها صفة نخبوية فقررت أن تصبح واحدة من أفرادها، وبالفعل نجحت في ذلك عن عمر يناهز 26 عاما، لتكون فردا في أول فريق نسائي يتلقى التدريبات الخاصة بالقوات الجوية في الجيش البريطاني.

وتقول عزي في حوارها "قبل أي شيء أنا امرأة مسلمة، رفضت الزواج المرتب لرغبتي في الانخراط مع قوات النخبة البريطانية SAS، فبعد أن استحوذت عليّ فكرة التحدي، تقدمت بطلبي للانضمام لهذه القوات الخاصة"، وواجهت هذه المرأة التي تبلغ من العمر الآن 39 عامًا صعوبات كثيرة لكنها أصبحت أول عضو في فريق نسائي يتلقى التدريبات الخاصة.

وتوضح عزي أنها واجهت صعوبات عديدة في بداية التحاقها بقوات النخبة البريطانية حيث تفاجأ المدربون بوجود فتيات في هذه الدورة، فمن المتعارف عليه أن النساء مؤهلات فقط للحصول على منصب المشرف في قوات النخبة.

وأوضحت الصحيفة البريطانية، أن الذهاب إلى التمارين كان صعبا، وذات يوم بقيت عزي 12 ساعة تحمل على ظهرها 50 رطلا، وأخذت تحني ظهرها من شدة الإرهاق، وأحيانا تكون صرخات المدرب كابوسا عليها، لا سيما حينما تقوم بتمرين الضغط 80 مرة، وتعرضت أيضا إلى خدوش وكدمات بسبب عنف التمارين، ما اضطرها إلى ارتداء "تي شيرت" حتى لا يشاهد والداها الآثار على جسمها.

وبحسب الصحيفة البريطانية، يأتي إعلان هذا القرار، إثر دراسة تهدف إلى تحديد ما إذا كانت النساء قادرات من الناحية الجسدية على تأدية الخدمة في سلاح المشاة وما إذا كان وجودهن يشكل خطرًا على تماسك الوحدات.

وسيتاح للنساء ابتداءً من نوفمبر المقبل، الانضمام إلى اللواء الملكي المدرع العامل في مجال الدبابات والآليات العسكرية الأخرى، وبحلول نهاية 2018، سيصبح بإمكان النساء الالتحاق بسلاح المشاة، ومشاة البحرية الملكية، وبإحدى الكتائب التابعة لسلاح الجو المختصة في الدفاع عن المطارات، حيث تمثل النساء حاليا 10% من عدد أفراد الجيش البريطاني.