ظهر الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، غاضباً، وشارد الذهن بعد صلاة الميت على محمد على كلاي، لأنهم أبعدوه بالقوة عن تابوته المسجى فيه جثمانه وسط التزاحم، وظهر الإمام الذى أدى الصلاة على الملاكم وهو يشارك رجال الشرطة فى دفع أردوغان والمتزاحمين، فى فيديو بثته "العربية . نت".
وقالت قناة العربية إنه ربما كانت تلك اللحظة البائسة هى أكثر ما أزعج أردوغان بين أسباب أخرى مهمة، حملته على قطع مشاركته فى مراسم تأبين الملاكم ودفنه أمس الجمعة، فغادر أردوغان الولايات المتحدة غاضباً.
وأوضحت القناة أن الفيديو، من قناة على اليوتيوب اسمها Subasi94، واستمدته على ما يبدو من إحدى وسائل الإعلام التركية، وظهر فيه أردوغان واقفاً كأى مزدحم آخر فى قاعة Freedom التابعة لشبكة وجبات "كنتاكى" الدجاجية السريعة فى مدينة "لويفيل"، حيث كانت صلاة الميت بحضور 14 ألفاً اكتظ بهم المكان، وفق ما أوردته الوكالات فى خبرها عن دفن محمد على فى المدينة نفسها، حيث أبصر النور قبل 74 سنة، معظمها أمضاها مقيماً فيها.
فى القاعة كان الأميركى المعتنق الإسلام، وهو الشيخ زيد سليم شاكر، يلقى كلمة عن محمد على، وأردوغان فى الصف الأمامى، وأمامه تابوت الملاكم، وحين انتهى الشيخ من كلمته وحانت صلاة الميت على محمد على، تحرك أردوغان قليلاً إلى الأمام، راغباً على ما يبدو بأن يكون الأقرب إلى التابوت، عندها اقترب رجال الشرطة ومعهم الشيخ زيد، وأبعدوا أردوغان ومن حوله.
ثم تم إبعادهم دفعاً، ثم وقفوا كصف "أمنى" كما المتراس البشرى أمام وجوههم، وأردوغان بدا بعد انتهاء صلاة الميت، صامتاً لا يردد تكبيرات "الله أكبر ولله الحمد" كجيرانه فى الصف، ومنهم إلى يمينه مرافقه بالرحلة، وزير الشؤون الدينية التركى الشيخ محمد جرمز، بل ظهر بحسب ما نراه فى الفيديو، شارد الذهن كأن وجهه قناع من الشمع بلا حياة حتى نهاية الشريط.
وقبل مغادرته قاعة "فريدوم" علم أردوغان بشجار لم تكتمل فصوله حدث بين حرسه الشخصى وآخرين من الأمن السرى الأمريكى، وتخللته ملاسنات سريعة بين الطرفين عند موكب سياراته، وهو شجار لم تتأكد وسائل الإعلام التركية ولا الوكالات بأنه حدث فعلاً إلا بعد ظهور فيديو عنه، انفردت به إذاعة "صوت أمريكا" ببثها التركى، ومن قناتها على اليوتيوب نقلته "العربية.نت" أيضاً، وفيه نجد رجال الطرفين الأمنيين، التركى والأميركي، يتدافعون منتفضين على بعضهم قرب إحدى سيارات الموكب، من دون أن نسمع نوعية التلاسن الذى تبادلوه، إلا أن المشكل الذى "انفض" بثوان معدودات زاد من احتقان أردوغان بمزيد من الغضب.
وهناك سبب آخر صب مزيداً من الزيت على نار الغضب الأردوغانى غير الشجار قرب التابوت، وهو منعه من إلقاء كلمة عند تأبين الملاكم بعد دفنه أمس الجمعة، باعتبار أن برنامج التأبين تضمن أن يلقى الرئيس الأمريكى الأسبق بيل كلينتون كلمة، وثانية يلقيها مواطنه الكوميدى بيل كريستال. إلا أن صحيفة "واشنطن بوست" أوردت فى خبر عن غضبه، أن بوب جونيل، الناطق باسم عائلة محمد علي، أخبر بأنه تمت إضافة اسمين آخرين ليلقى كل منهما كلمة أثناء التأبين الذى حضره أيضا العاهل الأردنى، الملك عبد الله الثاني.
وسمع أردوغان أن غريمه عبر القارات، محمد فتح الله كولن، سيلقى كلمة عند التأبين، فاحتقن بالغضب. وأحد ممن أضافتهما عائلة الملاكم ليلقى كلمة، هو التركى المقيم فى الولايات المتحدة، محمد فتح الله كولن، زعيم حركة "حزمت" المهاجمة أردوغان عبر القارات، والغريم اللدود للرئيس التركى، لذلك احتقن أردوغان بالغضب أكثر حين سمع بالخبر، حتى قبل أن يتأكد بأن كولن سيلقى كلمته فعلاً يوم التأبين أمس الجمعة.
وزاد طين غضبه بلة أكثر أيضاً، حين منعوه من وضع قطعة من كسوة الكعبة على نعش الملاكم، بحسب الوارد فى "العربية.نت" منذ أمس، راغبين على ما يبدو أن لا يتزعم أى طرف "رسمي" صلاة الميت على الملاكم، ولا مراسم دفنه أو تأبينه، إلى درجة رفضوا معها أن يتلو وزير الشؤون الدينية التركى آيات من الكتاب الكريم بصوته، عندها طفح كيل الغضب بأردوغان ولم ير شيئاً سالكاً أمامه إلا طريق المطار، ومنه إلى تركيا.