عصر هيمنة الرئيس أردوغان على تركيا" بهذه العبارة لخص الكاتب التركي مدير مجموعة اسطنبول للسياسات، فؤاد كيمان، ملامح المرحلة المقبلة لتركيا، والتي ستشهد هيمنة كاملة من الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، على مفاصل الدولة، بعد إزاحة أهم عقبة ظهرت أمامه مؤخرا، وهي "أحمد داود أوغلو".

المؤتمر الاستثنائي

بعد خطاب الوداع الذي ألقاه رئيس الوزراء التركي، أحمد داود أوغلو، أمس الخميس، و أعلن من خلاله أنه لن يكون في موقع رئاسة حزب العدالة والتنمية ، سيعقد المؤتمر الاستثنائي لحزب العدالة والتنمية، في الـ22 من مايو الجاري، وسيتم فيه انتخاب رئيس جديد للحزب، خلفا لداود أوغلو، وبعدها سيتولى رئيس الحزب رئاسة الحكومة التركية.

وعن شروط المرشح القادم قال الكاتب التركي، محمود عثمان، أن أهم الشروط في رئيس حزب العدالة والتنمية الجديد، هي قبوله بالعمل تحت جناح الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان.

انتخابات ثالثة

بعدها وللمرة الثالثة و في أقل من سنة، سيتوجه الناخبون الأتراك، إلى صناديق الاقتراع، لانتخابات برلمانية جديدة، فالانتخابات العامة المبكرة، أبرز السيناريوهات المتوقعة لتركيا.

هدف الانتخابات؟

سيحاول حزب العدالة والتنمية  الذي يفرض أردوغان سيطرته عليه بشكل كامل، الحصول على الأغلبية الكافية في البرلمان، أي  ثلثي عدد مقاعد البرلمان ، وتلك الأغلبية التي ستمكنه من إجراء تعديلات دستورية، دون الحاجة إلى استفتاء.

نظام رئاسي جديد ودستور جديد

وبعد الحصول على الأغلبية "ثلثي مقاعد البرلمان"، سيكون الطريق مفروشا بالورود أمام أردوغان، لتحقيق ما فشل فيه من قبل، وهو اعتماد دستور جديد، الذي سيتمكن من خلاله الانتقال من نظام برلماني إلى نظام رئاسي، والذي كان يرفضه داود أوغلو، وكان من أهم محطات الخلاف بين الزعيمين.

وقت قاتل

وأعربت العديد من الصحف التركية عن قلقها، إزاء استقالة داود أوغلو، المعروف بإنه الوجه الأكثر ليبرالية في الحكومة التركية،  وتجاه الانتخابات المبكرة التي ستتوجه إليها تركيا، خاصة في ظل ماتشهده البلاد من حالة غليان، فتركيا في مفترق طرق من حيث اتمام اتفاق اللاجئين مع الاتحاد الأوروبي، وحربها مع الأكراد في مدن جنوب وجنوب شرق البلاد، فضلا عن قصفها المستمر لتنظيم داعش، الذي لا يتوانى هو الآخر في قصفها بالقذائف الصاروخية.