يلقبونها بــ"أم إسرائيل"، ولدت في الثالث من مايو  1898، أي قبل 118 عاما في مدينة كييف الأوكرانية، وبلغت أرفع المناصب في الدولة العبرية، لا شك أننا نتحدث عن جولدا مابوفيتز المعروفة باسم "جولدا مائير"، التي تعد أخطر امرأة في تاريخ إسرائيل بلا منازع، بسبب تطرفها الواضح ضد العرب، كما يلقبها الغرب بـ"أم إسرئيل الحديثة "، ويصفها مؤرخون بـ"المرأة الرجل"، وهي التي اشتهرت بقولها: "كل صباح أتمنى أن أصحو ولا أجد طفلا فلسطينيا واحدا على قيد الحياة".

المولد والنشأة

ولدت، مائير في أوكرانيا عام 1898م، في الثالث من مايو/أيار وكغيرها من اليهود في هذه الفترة، هاجرت إلى الولايات المتحدة واستقرت في ولاية ويسكونسن عام 1906م، وبعد تخرجها من كلية المعلمين عملت في سلك التدريس، وانضمت إلى منظمة العمل الصهيونية عام 1915م، لتهاجر إلى أرض فلسطين المحتلة عام 1921م، بصحبة زوجها موريس مايرسون الذي توفي عام 1951م.

تنقلت مائير بين العديد من الأعمال في مدينة تل أبيب، ما بين التجارة والأعمال الإدارية، حتى تم انتخابها لأول مرة لعضوية الكنيست الإسرائيلي عام 1949م، أي بعد عام واحد من إنشاء دولة إسرائيل، لتكون هذه نقطة انطلاقتها السياسية نحو لقب أقوى امرأة في تاريخ الدولة العبرية، وفي نفس العام 1949 تم اختيارها كوزيرة للعمل حتى عام 1956م، وفي نفس العام انتقلت من حقيبة العمل إلى الخارجية، فظلت وزيرة للدولة الوليدة من 1956م حتى عام 1966 م، ولم تترك منصبها حتى مع تغير الحكومات في هذه الفترة.

رئيسة للوزراء
لم يكن في الحسبان تولي مائير رئاسة الوزراء، خاصة في مهد الدولة العبرية التي لم يمر على إنشائها سوى 21 عاما فقط، شهدت خلالها 3 حروب، بدءا من حرب 1948، ثم حرب 1956، وانتهاء بحرب 1967.

وحمل عام 1969 السعادة لجولدا مائير، فكما يقولون "مصائب قوم عند قوم فوائد"، فكانت وفاة رئيس الوزراء الإسرائيلي في هذه الفترة، ليفي أشكول، وبالتحديد في فبراير 1969 موعدا لصعود أم إسرائيل كي تصبح أول امرأة تتقلد المنصب الأرفع في بلادها.

جولدا مائير مع أول رئيس وزراء لإسرائيل، دافيد بن جوريون

ظلت مائير في المنصب حتى حرب أكتوبر 1973، التي كانت سببا كافيا لتدخل في حالة إحباط واكتئاب كبيرتين، حتى أنها حاولت الانتحار لكنها لم تفلح، واستقالت من منصبها، ليخلفها إسحاق رابين.

زيارة السادات لإسرائيل

جولدا مائير تداعب السادات أثناء زيارته للكنيست


نشاطها المبكر
كانت الهجرة إلى فلسطين المحتلة شرطا أساسيا لتوافق على الزواج من ميرسون، وهناك ظهر نشاط الشابة المتحمسة للدولة العبرية، وبدأت تظهر على الساحة ويختفي زوجها، لتتزايد الخلافات بينهما، حتى قررا الانفصال عام 1945، بعدما أنجبا طفلين.


أظهرت جولدا حماسة بالغة لإنشاء دولة إسرائيل، ونشطت في مجال جمع الأموال حتى نجحت في الحصول على 50 مليون دولار من يهود الولايات المتحدة الأمريكية، واشترت بها أسلحة ومعدات حربية لعصابات "الهاجاناه"، التي تعد النبتة الأولى لتشكيل الجيش الإسرائيلي.

جولدا الدموية
يقول عنها "بوعز أبل باوم" الذي أعدَّ دراسة تحمل عنوان " دليل رؤساء حكومات إسرائيل": "بالرغم من أن جولدا كانت تتصف بالبلاهة، إلا أنها تظل واحدة من ثلاثة رؤساء وزراء تمتعوا بالكاريزما، بعد مناحم بيجين، وبن جوريون، وكان خطابها السياسي يجذب المستمعين، ومعظم خطبها كانت عدوانية شرسة، وقد وصفها بن جوريون بأنها الرجل الوحيد في الحكومة الإسرائيلية"!!
وكانت تنظر إلى الأطفال الفلسطينيين على أنهم بذور شقاء الشعب الإسرائيلي، فكانت تقول: "كل صباح أتمنى أن أصحو ولا أجد طفلا فلسطينيا واحدا على قيد الحياة".

عدو العرب الأول
كان كرهها للأطفال الفلسطينيين يفوق كرهها للنازيين، وكانت ترفض السلام مع العرب بأي شكل، وتعتبر حرب أكتوبر الشوكة التي قصمت ظهر البعير بالنسبة لها، ويظهر قهرها في رسالة الاستغاثة التي بعثتها للولايات المتحدة الأمريكية في الـ 9 من أكتوبر 1973م حيث اسغاثت قائلة "أنقذوا إسرائيل".