يحتفل الكثير من شعوب دول العالم اليوم، الأحد،بعيد العمال  الذي يحيي نضال هذه الطبقات وسعيها لترسيخ حقوقها وكفاحها للوصول إلى هذه المكانة وإثبات دورها في بناء الدولة وتطورها.
لكن في الوقت الحالي، يفتح هذا العيد الكثير من الجراح لاسيما مع تفاقم العديد من الازمات  وعلى رأسها التباطؤ الاقتصادي حول العالم، وارتفاع معدل البطالة، والضغوط التي تمارس على العمال، الأمر الذي دفع العديد من الحركات العمالية في الكثير من البلدان لتنظيم مظاهرات للمطالبة بحقوقها.

تظاهرات ضد قانون العمل في فرنسا

يثير قانون العمل الذي تسعى الحكومة الفرنسية لتطبيقه، الكثير من الجدل والتظاهرات في فرنسا، التي تعتبر مهد للحركات العمالية، إذ تشهد البلاد تظاهرات غير مسبوقة خلال الأعوام الأخيرة، للاعتراض على هذا القانون.

وشهدت الأيام الأخيرة تظاهرات عارمة واشتباكات بين قوات الأمن والمتظاهرين، الذين يرون في هذا القانون أنه سوف يخفض من حقوقهم والانجازات التي حققوها خلال مئات السنين، بحسب صحيفة "لوموند" الفرنسية.

ولم يفت هذا اليوم أيضا حركة "فيمن فرنسا، إذ نزل العديد من الفتيات العاريات لتنظيم احتجاج ضد الجبهة الوطنية اليمينية المتطرفة بمناسبة عيد العمال، بحسب صحيفة "باري ماتش" الفرنسية.
ورددت المتظاهرات شعارات ضد الجبهة، منها "تحيا نهاية الجبهة الوطنية"، وقامت الشرطة بقطع هذه الاحتجاجات واعتقال الفتيات وتقييدهن.

- اشتباكات بين الشرطة التركية ومحتجين وسط اسطنبول

أطلقت الشرطة التركية، الغاز المسيل للدموع بعد اندلاع اشتباكات اليوم الاحد، مع محتجين أثناء محاولتهم الوصول إلى ميدان تقسيم الرئيسي في المدينة، وذلك بعد حظر السلطات احتفالات عيد العمال فيه.
وقامت الشرطة باعتقال بعض المحتجين واقتيادهم إلى حافلات الشرطة، وذلك بعد رفض متظاهرين الانصياع لطلب الشرطة بالتظاهر في منطقة باكيركوي.
- مقتل عامل في قطر

تظل حقوق العمال في قطر، مصدر جدل واسع، لاسيما مع وفاة أكثر من 1200 عامل أجنبي يعملون على بناء منشآت كأس العالم الذي تستضيفه قطر عام 2022.
وبحسب وكالة "فرانس برس" الفرنسية فإن عاملا هنديا لقى حتفه اليوم في أحد المباني التي يتم تشييدها لكأس العالم، إذ أنه شعر بتعب وتوفى بعد وصوله للمستشفى.

- احتفالات وتظاهرات في روسيا

ولأن روسيا تعتبر مهد الشيوعية والفكر العمالي في العالم، فلا يمكن أن يمر هذا اليوم بدون خروج الآلاف للتظاهر والاحتفال بهذه الذكرى الهامة، في الوقت الذي يعاني الاقتصاد الروسي نتيجة للعقوبات الغربية.
ويأتي عيد العمال بالتزامن مع عيد الميلاد للمسيح، وفق التقويم الشرقي للكنيسة الأرثوذكسية الروسية، وهو ما جعل الأمين العام للحزب الشيوعي الروسي، جينادي زيوجانوف، يصرح بأن المسيح كان أول شيوعي في التاريخ الميلادي، حينما دافع عن الفقراء والمرضى والمحتاجين والمعذبين وكل من يعاني، بحسب ما ذكرت قناة "روسيا اليوم"
وجرت مظاهرة النقابات بمناسبة عيد العمال في الساحة الحمراء وسط موسكو وشارك فيها أكثر من 100 ألف شخص، كما انضم إليها عدد من المنظمات والأحزاب.