بعد توقيع اتفاقية ترسيم الحدود بين مصر والسعودية بشأن جزيرتي تيران وصنافير، ظهرت مجددا قضايا الجزر المتنازع عليها حول العالم.
جزر الفوكلاند
تسبب الأرخبيل، المكون من نحو 200 جزيرة صغيرة بالقرب من الشواطئ الأرجنتينية، في حرب بين بريطانيا والأرجنتين عام 1982، مازالت تلقي بظلالها على العلاقات بين البلدين حتى الآن.
فرغم أن الجزر تحت السيادة البريطانية الآن، فإن هناك خلافا حول أحقيتها ومن اكتشفها أصلا، فهي كانت مستوطنات بين السيطرة البريطانية والفرنسية والإسبانية والأرجنتينية، ثم أكدت بريطانيا السيادة في 1833، وفي عام 1982 شنت الأرجنتين عملية عسكرية للسيطرة على الجزر، لكن تدخلت بريطانيا عسكريا، ما أدى لاستسلام القوات الأرجنتينية وعودة الجزر لبريطانيا، واعتبار مواطنيها بريطانيين منذ عام 1983.
شبه جزيرة القرم
تعد هذه من أحدث النزاعات، فالقرم جزء من الأراضي الروسية منذ بداية القرن الـ18، بعدما غزتها روسيا وطردت منها الحكم العثماني، وظلت أرضا روسية طوال العهد القيصري حتى العهد السوفيتي، لكن تغير الحال مع تفكك الإمبراطورية السوفيتية، حين انتقلت السيادة لأوكرانيا.
وكان السبب في هذا هو قرار إداري من الزعيم السوفيتي، نيكيتا خروتشوف، الذي نقل إدارة القرم لأوكرانيا السوفيتية وقتها، ومع انهيار الاتحاد السوفيتي في 1991 ظلت القرم مع أوكرانيا، ولكن بها مجموعة إثنية روسية.
ومع اشتعال الثورة الأوكرانية في أواخر 2013، جاءت الفرصة لروسيا لاستعادة القرم، وهو أمر قال عنه الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إنه تأخر 25 عاما.
وتسببت ضم القرم باستفتاء عام 2014 بموجة اعتراضات أمريكية وغربية ولكن مع هذا دخلت القوات الروسية القرم وسيطرت على كافة المواقع العسكرية فيها بل اصبح جواز السفر الخاص بالقرم هو جواز السفر التابع لروسيا الاتحادية.
الجزر الإماراتية الثلاث
سعت إيران للسيطرة على جزر طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى، منذ القرن الثامن عشر، رغم كونها أراض عربية، لكن جاء الاحتلال الإيراني في 1971، بسبب الموقع الإستراتيجي للجزر، فهي مفتاح لمضيق هرمز.
كذلك كان للاحتلال في عهد الشاه محمد رضا بهلوي أسباب اقتصادية، ففي عهده كانت إيران تسعى لتحقيق طفرة اقتصادية، لذا حاولت إيران توسيع مواردها من البترول من خلال الجزر الثلاثة، التي يتوافر فيها النفط الخام بكميات كبيرة، وهناك أيضا ثروة من أكسيد الحديد بها، خصوصا في أبو موسي.
جزر بحر الصين الجنوبي تسببت مجموعة من الجزر الصغيرة غير المأهولة، في توتر علاقات الصين مع الولايات المتحدة ودول منطقة شرق آسيا (اليابان والفلبين وتايوان وإندونيسيا وبروناي وماليزيا).وتعتبر الصين الجزر منطقة تحت السيادة الصينية، وأن المناورات الأمريكية التي تجري فيها اختراق للسيادة، وهو ما ترفضه واشنطن باعتبار المناورات تتم في المياه الدولية وليس الصينية.
وتعمل الصين على تأكيد سيادتها بعدة طرق، سواء بإجراء المناورات البحرية، أو حتى إنشاء القواعد العسكرية الصينية.
ولا يعد الخلاف الصيني حول الجزر خلافا واحدا، فبيكين تختلف مع تايوان وإندونيسيا على الجزر الشمالية منها، بينما تختلف الصين مع الفلبين على الجزر غربي جزر سبارتلي، بينما تختلف الصين وتايوان والفلبين في وقت واحد، على ملكية جزر باراسيل، ما يجعل أزمة بحر الصين الجنوبي من أعقد مشكلات المناطق المتنازع عليها.