أكدت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن تنظيم داعش يستغل المجندين السعوديين لقلبهم على المملكة وعائلاتهم، موضحاً أن التنظيم الإرهابى كان قادراً على التسلل إلى السعودية من خلال التجنيد عبر الإنترنت، ووجد أنصاراً راغبين أن يقتلوا مواطنيهم السنة والشيعة أيضاً من أجل تقويض الاستقرار فى الرياض.

وتحدثت الصحيفة عن ست رجال أبناء عمومة، كانوا يعيشون فى السعودية، وجميعهم يحملون نفس السر، ولم يكونوا مسلحين متشددين، فأحدهم كان صيدلياً وآخر كان فنى تبريد، والثالث طالب بالمدرسة الثانوية، وتعهدوا بالولاء لـ"داعش"، وخططوا لقتل ابن عم آخر لهم يعمل جندياً فى قوة مكافحة الإرهاب بالمملكة، وهو ما حدث بالفعل، حيث قاموا فى فبراير الماضى باختطاف الرقيب بدر الرشيدى وسحبوه إلى جانب طريق جنوب وسط مدينة بريدة السعودية، وأطلقوا النار عليه وقتلوه وأدانوا النظام الحاكم فى تسجيل مصور واتهموه بـ"التخلى عن الإسلام".

وأشارت الصحيفة إلى أن الجناة هربوا إلى الصحراء، بينما صدم الفيديو، الذى انتشر سريعا فى أنحاء البلاد، المملكة التى تناضل لاحتواء الحركة المتطرفة التى يعتبرونها خطيرة على نحو خاص، ليس فقط لأنها تروج للعنف، ولكن أيضا لأنها تتبنى عناصر وتستخدمها لنزع الشرعية عن المملكة، حسبما تقول الصحيفة.

ولفتت الصحيفة إلى أن قتل الجندى الرشيدى كان ثالث حادث يكشف انضمام سعوديين إلى داعش وقتل أقارب لهم فى أجهزة الأمن داخل المملكة، من إجمالى 20 حادثاً إرهابياً منذ أواخر 2014، وفى كلا الحادثين برروا أفعالهم بالادعاء أن السعودية تتبنى "رؤية فاسدة للعقيدة".

ففى يوليو الماضى، قتل شاب عمره 19 عاماً خاله العقيد بالشرطة قبل أن يقوم بتفجير انتحارى قرب أحد السجون، ما أسفر عن إصابة حارسين، وفى رسالة صوتية نشرها داعش عقب مقتله، وجه حديثه لأمه قائلا، "إن شقيقها الكافر كان ولاؤه للطغاة، ولولاه لما كانوا موجودين".

ونقلت الصحيفة عن متحدث باسم وزارة الداخلية السعودية قوله، إن الهجمات الإرهابية على مدار العامين الماضيين أدت إلى مقتل العشرات، وحوالى 20 من المسلحين، وبالإضافة إلى ذلك، فإن ثلاثة آلاف سعودى انضموا إلى الجماعات المسلحة فى الخارج، وأكثر من خمسة آلاف تم سجنهم فى المملكة بتهم تتعلق بالإرهاب، وهو ما يمثل زيادة كبيرة فى السنوات الأخيرة.