بعد إعلان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، اليوم الإثنين، أن الجزء الأكبر من القوات الروسية، ولاسيما البرية، سوف يبدأ الانسحاب من سوريا، ابتداءً من غدٍ الثلاثاء، علق عضو الهيئة السياسية لمجلس سوريا الديمقراطية، ماجد حبو، على القرار الروسي، ووصفه إياه بـ"الخطوة الإيجابية التي تدعم عملية السلام السورية".

وقال حبو، في تصريحات خاصة لـ"دوت مصر": "مبدئيا نحن لم نكن نحبذ التدخل الروسي في سوريا، لكن بالنظر إلى النتائج التي أفضى إليها هذا التدخل، بمعنى الدفع بالعملية السياسية، فهذا شيء إيجابي".

وأضاف، أن حضور القوات الروسية ساهم في تعزيز مؤسسة الدولة وليس نظام الأسد، كما عزز أيضًا من تماسك الجيش السوري، وأنقذ سوريا من مصير يشابه المصير الليبي.

وتابع حبو، أن خروج الجزء الأكبر من القوات الروسية، حسب إعلان الرئيس فلاديمير بوتين، كان جزءًا من مطلب جميع السوريين، وجبهة سوريا الديمقرطية، مؤكدًا على ضرورة خروج كل من هو غير سوري عسكريًّا، ووصف تخفيض العمليات العسكرية في سوريا سواء من جانب السلطة أو من جانب الأطراف الأخرى الأجنبية هي مسألة إيجابية.

وأشار حبو، إلى أن الجانب الروسي تعرض لضغوط من أجل اتخاذ هذه الخطوة، ولاسيما وأن هناك تصورًا إقليميًّا في المنطقة يرى أن الحضور الروسي في سوريا كان يهدف إلى دعم الأسد، والتوصيف لهذا الحضور بهذا الشكل كان يشكل عامل ضغط على القيادة الروسية، إضافة إلى العامل الاقتصادي، وتحمل نفقات الحرب المالية، إلى جانب مسألة العلاقات الخليجية الروسية، حيث كان الحضور الروسي في سوريا يلقي بظلاله على العلاقات بين روسيا ودول الخليج.

وشدد على أن الخطوة الروسية تهدف إلى تخفيف حدة التوتر الحاصل بين الجانب الروسي وبعض الأطراف الإقليمية وتحديدًا الخليجية، ولاسيما السعودية.

وفيما يتعلق باعتبار هذه الخطوة بمثابة تخلي من الجانب الروسي عن الرئيس السوري، بشار الأسد، قال حبو: إن الخطوة الروسية لا تعني  تخلي روسيا عن بشار الأسد، لأن روسيا غير متمسكة بالأسد، بل هي متمسكة بمصالحها في سوريا، عسكريًّا وسياسيًّا، وهي لا يمكنها الاعتماد على شخص يمكن أن يموت موتًا طبيعيًّا في أي لحظة، بل يحتاج الروس إلى عملية سياسية تضمن لهم مصالحهم في سوريا.

وأشار إلى أن الخروج دليل على عافية وصحة العملية السياسية، واعتراف روسي بأن ما يمكن أن يُكسب بالسياسة أفضل ما يُمكن أن يُكسب بالعمل العسكري.