نشرت صحيفة "إندبندنت" البريطانية، مقالا للكاتب الصحفي بويان فخري تحت عنوان "لست مضطرا للبحث بعيدا عن القرآن لإثبات أن الإسلام دين سلمي"، مشيرا إلى أن تنظيم "داعش" يدعي أنه يحمل رسالة الإسلام على الرغم من تبرؤ الإسلام منه.
وتسائل الكاتب ما إن كان داعش على حق والدين الإسلامي خطير ويحض على الإرهاب، إلا أنه أجاب على هذه التساؤلات عبر الآيات القرآنية والتي يتبرأ فيها الإسلام من الأفعال التي يقوم بها هذا التنظيم والتي يصنفها الغالبية على أنها إرهابية. وطرح الكاتب 4 شروط واجبة على المسلم، وفقا لتعاليم القرآن الكريم، لا بد أن يقتدي بها في حالة الحرب، لا يتبعها أعضاء التنظيم.
1- شن الحرب لا يتم دون أسباب واضحة
سمح للمسلمين بشن حرب في حالة الدفاع فقط، حيث يأتي ذلك كرد فعل في حال تم طردهم من منازلهم أو أراضيهم عنوة، وإذا ما تم تعرضهم لهجوم، فيمكن أن تكون هناك حرب دفاعية، ويمكن شن حرب أيضا لنصرة المستضعفين في حال استغاثوا بالمسلمين.
حتى في المعارك يضع القرآن قيودا فإذا عرض العدو سلاما وجب على المسلمين وقف القتال فورا وفقا لما جاء في سورة البقرة الآيات من "191 - 193" حيث يقول الله تعالى "وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُم مِّنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ &<754; وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ &<754; وَلَا تُقَاتِلُوهُمْ عِندَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ &<750; فَإِن قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ &<751; كَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ (191) فَإِنِ انتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (192) وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ &<750; فَإِنِ انتَهَوْا فَلَا عُدْوَانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ (193).
2- لا للتعدي على العدالة الإلهية
فبالرجوع إلى الآية "190" من سورة البقرة “وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ”، أي الحق ينهي عن الاعتداء، فلا يقاتل مسلم من لم يقاتله أو يعتدي عليه.
وبالتالي، فإن الأفكار التي ينشرها تنظيم داعش، حيث يدعي أنه لا يوجد قيود وأسس في الحرب هي أفكار مغلوطة وتم تفسيرها وفقا لمصالحه.
3- معاملة أسرى الحرب
الإسلام دين رحمة وعدل، فأمر الله المسلمين أن يعاملوا أسرى الحرب معاملة حسنة، وجاء في الآية "6" من سورة الإنسان “وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا”، لذا لا ينبغي تجويع الأسرى أو أذيتهم وضربهم ووضعهم في الأقفاص مثلما يفعل "داعش" في الفيديوهات الدعائية الدموية التي ينشرها عبر الإنترنت. وأيضا يجب على المسلمين إطلاق سراح السجناء بعد انتهاء الحرب، ولا يجب استعبادهم واستخدامهم كدروع بشرية.
4- لا لفرض معتقدات دينية على الأعداء
بحسب القرآن، الجهادي في سبيل الله هو من يجاهد في سبيل نشر كلمة الإسلام بالسلم، بحسب الآية (104) من سورة آل عمران "وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ &<754; وَأُولَ&<648;ئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ"، وهذا عكس ما يفعله أصحاب الأفكار المتطرفة والإرهابية، ويشير القرآن إلى أن من يختار الجهاد يجب ألا يسعى للعداء تجاه أصحاب المعتقدات والديانات الأخرى بل على العكس.
وأنهى الكاتب مقاله "إذا للقتال في القرآن غرض دفاعي، فلا يسمح المبادرة إلى الحرب وقتل الأبرياء، هذا هو الإسلام الذي يتبعه العديد من المسلمين حول العالم، وفي الأساس هو عبارة عن مبدأ توجيهي للعيش بسلام جنبا إلى جنب مع جميع الديانات الأخرى".