الالتهاب الكبدى الوبائى "ب" أو فيرس بى B من الأمراض المنسية إعلاميا فى مصر، ولا يتناسب التناول الإعلامى له مع حجم ومعدلات انتشار المرض بين المصريين، حيث أشار الدكتور هشام الخياط، أستاذ الكبد والجهاز الهضمى بمعهد تيودور بلهارس، إلى أن آخر الإحصاءات الموثوقة كشفت أن عدد مرضى فيروس بى فى مصر يبلغ مليون شخص على الأقل، ويرى د.هشام أن عدد المرضى أكبر من ذلك بكثير. وأوضح مركز مايو كلينيك الأمريكى أن من أبرز أعراض الإصابة بفيروس بى "آلام البطن والحمى ولون البول الداكن وآلام المفاصل والقىء والغثيان وفقدان الشهية والشعور بالإعياء واصفرار لون الجلد والعينين"، وقد يتسبب مع مرور الوقت إلى الإصابة بمضاعفات خطيرة وقاتلة أحيانا مثل تليف الكبد وسرطان الكبد والفشل الكبدى، ويرصد هذا التقرير أحدث العلاجات لفيروس B، والتى سيتم طرحها قريبا. وكشف طبيب الكبد الدكتور هشام الخياط، أن أدوية علاج فيروس بى سواء الحديثة والموجودة بالأسواق حالياً مثل الأنتيكافير والتينوفوفير لا تساهم فى الشفاء التام من الفيروس، ويصبح معها علاج المرض أمرا صعبا، بل يجب استخدام هذه العقاقير طوال العمر كأدوية الضغط والسكر، لأنها لا تؤثر على بروتين السطح الخاص بالفيروس، وتبقى فرص التخلص منه نادرة وتحدث بنسبة 1%، وإزالة هذا البروتين أمر ضرورى لعلاج المرض. وتابع أستاذ الكبد "كما ترجع صعوبة العلاج أيضًا لوجود البصمة الجينية للفيروس داخل جينوم الخلية فى النواة الكبدية، والمؤشر الحقيقى للشفاء من فيروس بى هو اختفاء بروتين السطح وتكوين أجسام مضادة له وهو ما يعنى التخلص الحقيقى الكامل من شفرة الفيروس داخل نواة الخلية". العلاجات الجديدة وفيما يتعلق بالعلاجات الجديدة لفيروس بى، أشار الدكتور هشام الخياط إلى أن هناك العديد من الجزيئات والأدوية الجديدة فى طور التجارب الإكلينيكية الأولى تشير إلى أنه يمكن الشفاء من فيروس ب تماما، عن طريق استخدام كوكتيل من الأدوية الجديدة مع الأدوية الموجودة حاليا. وأوضح د.هشام أن هناك دواء سيتم إجازته قريبا من قبل منظمة الأدوية والأغذية الأمريكية FDA وهو يسمى "تاف" أو “TAF” وهو اختصار لـ"تينوفوفير الفانميد فيموريت"، وهو مشتق من دواء التينوفوفير المتواجد حاليا ولكنه أكثر فاعلية وجرعته تقل 12 مرة عن دواء التينوفوفير، وهو ما يعنى أنه سيصبح آمنا تماماً بجانب فاعليته العالية. ولا يؤثر هذا الدواء أبدا على الكلى أو كثافة العظام عند استخدامه لفترات طويلة، ولكن لابد من حصول المريض على الدواء بصفة مستمرة طويلة الأمد مثل سابقيه، هناك أيضاً العديد من الأدوية الحديثة التى تخضع للتجارب الإكلينيكية الآن مثل دواء الميركالدكس الذى يمنع دخول الفيروس إلى داخل فى الخلية الكبدية. وتابع أستاذ الكبد أن هناك أيضاً عقاران جديدان لهما اسم كودى يعرف بـ"NVR3-778 ," و"NVR1221"، يعملان عن طريق تعطيل وإحباط عمل نواة فيروس "ب" ونتائجهما جيدة أيضا. يوجد كذلك دواء آخر يمنع خروج الفيروس من الخلية الكبدية المريضة لإصابة خلايا كبدية سليمة، ما يحد من العدوى فى نفس كبد المريض وله أيضا اسم كودى REP9AC. وأضاف د.هشام الخياط أن هناك أيضًا العلاج المناعى سواء بما يسمى بالتطعيم العلاجى وهو أسلوب جديد يتم باستخدام فاكسين يؤدى إلى علاج المريض التام من الفيروس ب، بالإضافة إلى إحداث مناعة طويلة الأمد ضد الفيروس، وكما أن هناك أسلوبا آخر للعلاج المناعى يتم تجريبه الآن بنجاح يعتمد على التخلص من الأجسام المناعية التى يحدثها الفيروس وتعيق الجهاز المناعى وتصيبه بالفشل التام، وهذا الأسلوب المستحدث يمثل طفرة جديدة فى علاج فيروس ب. وأخيراً، فى غضون سنوات قليلة سيكون العلاج الشافى لفيروس ب يتكون من كوكتيل من الأدوية الجديدة والأدوية الموجودة حاليا، وسوف تؤخذ بشكل جماعى وليس دواء واحدا منفردا كما يحدث مع فيروس الإيدز وفيروس سى حاليا.