أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية المستشار أحمد أبو زيد دعم مصر لكل الجهود الخاصة بمحاربة الإرهاب، لا سيما إذا كان الجهد إسلاميا أو عربيا.
وأكد عدم وجود تعارض بين تشكيل التحالف الإسلامي العسكري والقوة العربية المشتركة.
تحالف إسلامي بـ"دفع" سعودي
الرياض أعلنت عشية انعقاد المجلس التنسيقي المصري السعودي بحضور ولي ولي العهد وزير الدفاع السعودي محمد بن سلمان، تدشين تحالف اسلامي يضم نحو 34 دولة، بينها مصر، ودول شمال إفريقيا ما عدا الجزائر وليبيا، فضلا عن دول الخليج العربي باستثناء عمان، الى جانب تركيا وماليزيا وباكستان.
ارتباك في الدوائر السياسية والعسكرية للإعلان المفاجئ عن التحالف
الإعلان السعودي المفاجئ أربك الكثيرين، خاصة وأن تشكيل التحالف تم في نحو 72 ساعة فقط ومن دون مباحثات مكثفة أو اجتماع مشترك لقادة أركان تلك الدول، كما ضم دولا بينها خلافات قوية كمصر وتركيا وقطر، في حين استثنى دولا عربية بها تواجد شيعي ملموس، بينها سوريا والعراق، وهو الأمر الذي جعل كثيرين يتريثون في الحكم على التحالف الوليد، وبخاصة في مصر؛ لأن التحالف لا يزال غير واضح، والقاهرة ربما تستطلع الأمر بشكل أكبر في اجتماع الرئيس عبد الفتاح السيسي بولي ولي العهد السعودي.
القاهرة: لا تعارض بين التحالف العسكري الإسلامي ومقترح القوة العربية المشتركة
القاهرة حرصت خلال تعقيبها حول تشكيل التحالف الإسلامي العسكري على التأكيد على عدم وجود تعارض بين تشكيل التحالف العسكري الإسلامي، والمقترح الذي طرحته مصر خلال القمة العربية في مارس الماضي وتبنته جامعة الدول العربية بإنشاء قوة عربية مشتركة.. مقترح لا تزال دراسته جارية داخل البيت العربي.. إلا أن هناك اختلافا بين الطرحين، فالتحالف الإسلامي يستهدف مكافحة الإرهاب فقط، أما القوة العربية المشتركة فهي تتعامل مع التحديات التي تواجه الأمن القومي العربي بمختلف أشكالها، وفي النطاق العربي فقط.
من جانبها، أكدت مصادر دبلوماسية أنه من المبكر تحديد دور مصر وحجم مساهماتها في التحالف العسكري الإسلامي، خاصة وان مصر سبق واشتركت في التحالف الدولي، واقتصرت مساهماتها على الجانب المعلوماتي، كما شاركت لوجستيا في التحالف العربي في اليمن لحماية باب المندب، ومشاركة مصر ستتم وفقا لتقديراتها.
الأزهر: تشكيل التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب قرار تاريخي
من جانبه رحب شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب بتشكيل تحالف إسلامي عسكري لمحاربة الإرهاب، واصفا القرار بالتاريخي الذي طالما طالب به الأزهر في عدة لقاءات ومؤتمرات، كما كان مطلبًا ملحًّا لشعوب الدول الإسلامية التي عانت أكثر من غيرها من الإرهاب الأسود الذي يرتكب جرائمه البشعة من دون تفريق بين دين أو مذهب أو عرق.. داعياً كافة الدول الإسلامية إلى الانضمام لهذا التحالف لمواجهة الإرهاب بمختلف صوره وأشكاله.
بشاري: أتوقع تعاون التحالف الإسلامي مع روسيا وفرنسا
الدكتور محمد بشاري، رئيس الفدرالية العامة لمسلمي فرنسا، اعتبر بدوره أن تشكيل التحالف الإسلامي بداية النهاية للتنظيمات الارهابية في العالم، متوقعا تعاونا قريبا بين التحالف الاسلامي العسكري وكل من فرنسا وروسيا في مكافحة الارهاب الذي يتهدد العالم أجمع.. مستشهدا بتأكيد ولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان على أن هذا التحالف العسكري سينسق مع الدول المهمة في العالم.. بشاري أشاد بأن التحالف سيحارب الإرهاب عسكريا وفكريا وإعلاميا بالإضافة إلى الجهد الأمني القائم حالياً، لأن المواجهة الفكرية يجب أن تتم بالتوازي مع المواجهة العسكرية.
هاني خلاف: التحالف الإسلامي العسكري تطور مهم ودقيق وفي توقيت مناسب
قال السفير هاني خلاف مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق للشؤون العربية إن إعلان السعودية عن تشكيل التحالف يعد تطورا مهما ودقيقا وفي توقيت مناسب.. مشيرا إلى أنه يجب التعرف على تجارب الدول الأخرى في تأسيس مثل هذه التحالفات، مثل الحلف الأطلسي.
وأشار إلى أن 17 دولة عربية و4 دول آسيوية موجودون في هذا التحالف، بالإضافة لدول أفريقية، مؤكدا أن هذا البعد الإفريقي والآسيوي في هذا النوع من العمل التنسيقي العسكري مهم جدا.. موضحا أنه حتى الآن لم تشترك في هذا التحالف الجزائر والعراق وسوريا، مضيفا أن هذه الدول مهمة في أي عمل يحارب الإرهاب، وهو ما يثير التساؤل.
مكرم محمد أحمد: على مصر التريث قبل الانضمام للتحالف لوجود تركيا وقطر
وبين حالة التأييد للمشاركة المصرية في التحالف علت بعض الأصوات المعارضة، ومن بينها مكرم محمد أحمد -نقيب الصحفيين الأسبق- الذي طالب مصر بضرورة التريث قبل الانضمام للتحالف الإسلامي الذي دشنته السعودية، وأنه يجب أن تدرس السلطات المصرية أبعاده وأهدافه.
وأضاف: وجود تركيا في هذا التحالف يحتاج لسؤال مصيري حول دورها في دعم تنظيم داعش الإرهابي.. مشيرا إلى أن القرار المفاجئ للسعودية بإعلان تشكيل تحالف عسكري إسلامي يفتقد للوضوح والشفافية.. داعيا السعودية أن تفسر أهداف التحالف الإسلامي، ولا تبقي الأوضاع غامضة حتي الآن، لافتا إلى أن مصر تضع في اعتبارها الحفاظ على طبيعية العلاقات الاستراتيجية بينها وبين السعودية.
وبين الترقب الرسمي وإطلاع الرئيس السيسي على كامل تفاصيل التحالف العسكري من قبل ولي ولي العهد السعودي لا تزال كثيرة هي خفايا هذا التحالف الواسع والمفاجيء.