كنيسة زجاجية بارتفاع 16 مترًا، مصممة على هيئة «حذاء ذي كعب عالي»، تلك هي الصورة التي لخص بها موقع هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» تصميم إحدى الكنائس المبنية حديثًا في تايوان، ما اعتبره الموقع «محاولة لجذب المزيد من السيدات»، بتصميم قد يُخفف درجة التعجب أو الغضب منه معرفة السر وراءه، والسبب الذي ألهم البُناة لاختياره.

وطرح الموقع في تقريره المنشور، الجمعة، تحت عنوان «كنيسة الخُفّ العملاق بتايوان»، سؤالًا تعجبيًّا حول تصميم الكنيسة، أجاب عنه بالقول «نعم، ما تقرؤه صحيح، هي كنيسة زجاجية مُصمّمة على شكل حذاء ضخم ذي كعب عالٍ، كأنما فقدته سندريلا عملاقة خلال ركضها في مقاطعة تشايا الساحلية بالبلاد».

وأوضح «بي بي سي» أن المبنى ذا اللون الأزرق الزاهي، أُنشئ باستخدام أكثر من 320 لوحًا زجاجيًا ملونًا، بتكلفة بلغت 23 مليون دولار تايواني، وهو ما يعادل نحو 686 ألف دولار أمريكي، أو 477 ألف جنيه إسترليني.

مَن «الإسكافي»؟

Shoe

أجاب الموقع البريطاني عن هذا السؤال المطروح حول هوية مصمم المبنى، بأنه ابتكار مسؤولين حكوميين محليين بالمنطقة الوطنية بالساحل الجنوبي غربي، ذات الطبيعة الخلابة، والتي تحولت إلى مقصد سياحي شهير في تايوان، وقرروا بناءه يونيو الماضي.

ونقل «بي بي سي» عن أحد هؤلاء المسؤولين، ويُدعى بان تسوي بينج، قوله إن «الكنيسة لن تخصص لإقامة الشعائر الدينية، بل لأمور تتمثل في حفلات الزفاف، والتقاط الصور قبلها»، مضيفًا «في خططنا، أردنا له أن يكون مكانًا ممتعًا ورومانسيًا، بحيث تحلم كل فتاة كيف ستبدو فيه يوم تصبح عروسًا».

تخليدًا لذكرى عروس فقيرة

Tourists take pictures in front of a shoe-shaped church in southern Chiayi on 11 January, 2016

وكشف المسؤولون المحليون، وفقًا للموقع، عن السر وراء اعتماد «الحذاء» كتصميم للكنيسة، بأنه مُستوحَى من قصة محلية قديمة تعود إلى ستينيات القرن الماضي لفتاة تُسمى «وانج»، تسكن في منطقة فقيرة، وكانت تبلغ من العمر 24 عامًا حينما تسببت إصابتها بمرض «القدم السوداء» في بتر قدميها، وبالتالي إلغاء حفل زفافها، لتُحرم من الزواج وتقضي ما تبقى من حياتها في الكنيسة، موضحين أن «الكعب العالي» مقصود به «تكريم ذكراها».

جذب النساء

وذكر «بي بي سي» أن هذا يبدو كسبب لهذا التصميم، بناءً على ما أعلنه متحدث باسم الحكومة لوسائل إعلام محلية، من أن جنبات الكنيسة «ستحتوي مزايا للنساء، كوجود أوراق القيقب، ومقاعد للمتحابين، وبسكويت وكعك، وأمور ستُقدَّم للسائحين، خاصة الإناث».

ونقل التقرير جدلًا أثاره التصميم على مواقع التواصل الاجتماعي في تايوان، بين من اعتبروه «أمرًا جيدًا من الحكومة أن توجه اهتمامها للمرأة ولو مرة، عبر قصة من تلك القصص الرومانسية التي تحبها الفتيات»، وبين من رآه «تصميمًا منسوخًا وبشعًا».