قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إن أحكام الإعدام موجودة في العديد من الدول وتنفذ في إيران، والولايات المتحدة الأمريكية، وروسيا، والصين، معتبرا أن تنفيذ أحكام الإعدام في السعودية "شأن سعودي داخلي"، لكنه أكد استنكار تركيا لحكم الإعدام الصادر ضد الرئيس المصري المعزول محمد مرسي متسائلا "هل كان إرهابيا؟".

واعتاد اردوغان انتقاد الأوضاع في مصر عقب عزل مرسي، لكن تأتي تعليقاته هذه المرة وسط تقارير إعلامية عن احتمال سفر الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى تركيا في أبريل المقبل، حيث من المقرر عقد القمة الإسلامية هناك. وستتسلم تركيا من مصر رئاسة القمة للدورة القادمة ومن المعتاد برتوكوليا أن تقوم الدولة التي ترأس القمة بتسليم الرئاسة للدولة التي ستتولاها لدورة قادمة.

واستدعت مصر سفيرها من تركيا في أغسطس 2013 وبلغت تركيا في نوفمبر من ذلك العام بأن السفير التركي في القاهرة “شخص غير مرغوب” فيه. وتدار علاقات البلدين على مستوى قائم بالأعمال منذ ذلك الحين.

وتساءل إردوغان -في كلمته المترجمة للعربية التي بثتها قناة “تي.آر.تي العربية” عن سبب صمت الشريحة التي ناهضت تنفيذ حكم بالإعدام في السعودية حيال الإعدامات في الدول الأخرى.

ونفذت السعودية حكماً بالإعدام على 47 مدانا بقضايا إرهابية في المملكة بينهم رجل الدين الشيعي البارز نمر النمر، وهو ما أثار ردود فعل إيرانية قوية واحتجاجات شعبية في إيران.

ونقلت وكالة أنباء الأناضول التركية عن إردوغان قوله إن “معظم الذين أُعدموا في المملكة هم من السنة، الذين أدينوا بتعاملهم مع تنظيم القاعدة”،

وحذر الرئيس التركي من أياد خفية تعمل من أجل إثارة الفتن المذهبية في العالم الإسلامي.

وفي كلمته أمس الأربعاء، أدان إردوغان حكم الإعدام بحق الرئيس المصري المعزول محمد مرسي. ونقل مترجم قناة تي.آر.تي التلفزيونية عن إردوغان قوله "هناك أحد الرؤساء والقادة الذين حكم عليهم بالإعدام في مصر.. محمد مرسي.. هذا الشخص الذي كان رئيساً للجمهورية المصرية في يوم ما.. كيف قمت بإصدار حكم الإعدام عليه وهو رئيس".

وأضاف "هل كان إرهابياً؟ من الذي قام بالانقلاب العسكري.. جنرال من الجنرالات العسكرية وهو السيسي قام بعمل انقلاب عسكري وضربة عسكرية في مصر ثم قام بإلقاء القبض على الرئيس وأصدر عليه حكما الإعدام.. هل تكلم أحد.. هل أحد صدر صوته بخصوص حكم الإعدام الذي صدر بخصوص مرسي.. لم يصدر أحد صوتاً ولكن تركيا لم تصمت جراء هذا الموضوع.. إذن كيف يمكن.. أن نصمت جراء هذا".

وأدانت تركيا عزل الجيش لمرسي في يوليو 2013 إثر احتجاجات حاشدة على حكمه ووصفته بالانقلاب العسكري. وكان السيسي يشغل آنذاك منصب وزير الدفاع. وتوترت علاقات البلدين بسبب انتقادات اردوغان للوضع في مصر.