رغم مآسي الغرق وصعوبات دخول بلدان أوروبا، يستمر مسلسل تهريب البشر، وأكثر من ذلك، ابتكرت شبكات التهريب "نظاماً مالياً" خاصا بها، يعتمد على "كلمة سر" تعتبر مفتاح الحركة بين المهاجرين والسماسرة، بحسب تحقيق استقصائي لوكالة الأناضول.
العملية معقدة والأمن التركي يلاحق المهربين، لكن سماسرة الهجرة لديهم همّ أكبر وهو نيل ثقة المهاجرين، الذين يزداد عددهم يوما بعد آخر، مع تزايد التوتر في الشرق الأوسط، خصوصا سوريا.
وفي بلدة إزمير التركية، الحرب مفتوحة وقواعد اللعبة معروفة، فرجال الأمن يعلمون بوجود شبكات سرية تقدم خدمات مصرفية وتأمينية غير قانونية للمهاجرين.
والسماسرة من جهتهم وصلوا إلى نظام خاص يعتمد على كلمة سر، تقال للمهاجر وحده، وإذا كشفها لن يتمكن من الهجرة نحو أوروبا.
سوريا وأفغانستان وإريتريا، هي الدول المستهدفة من قبل شبكات تهريب البشر، حسب معلومات شعبة مكافحة جرائم التهريب التركية، التي كثفت من حضورها في اسطنبول وإزمير على وجه الخصوص.
مكاتب التأمين وهو الاسم الآخر لشبكات التهريب، تجبر المهاجرين على دفع ما بين ألف ومئتي يورو وحتى أربعة آلاف وخمسمئة يورو، مقابل خدمة تتنوع بين قوارب مطاطية ومراكب سياحية بينما يأخذ الوسطاء عمولة خمسين يورو عن كل شخص.
وفي حال غرق أو وفاة المهاجر في طريقه يتم تسليم النقود إلى قريبه من الدرجة الأولى أو إلى شخص آخر يمتلك كلمة السر.
ووسط هذه الحرب المفتوحة، ألقى الأمن التركي القبض على 694 مهربا ضمن شبكات التهريب هذه خلال العام الماضي، فيما تتواصل ملاحقة أكثر من 300 شبح يبيع الموت لآلاف الباحثين عن الحياة.