كشفت دراسة تاريخية بمناسبة الاحتفال بمرور مائة عام علي الحرب العالمية الأولي التي اندلعت في عام 1914 وأثناء الاحتلال، أن بريطانيا مدينة لمصر بنحو 300 مليار جنيه دينا مباشرا قيمة تمويلات وخدمات عسكرية، فضلا عن ضياع تعويضات دول الحلفاء لأهالي وأحفاد مئات الجنود والضباط المصريين الذين استشهدوا علي أراضي تلك الدول ودفنوا فيها، وأن من حقهم معاش الشهيد بالتوارث حتي الآن.

وصرح د. أشرف صبري الباحث في التاريخ العسكري بأنه اكتشف في وثائق المكتبات البريطانية ما يثبت ديون مصر لدي بريطانيا أثناء الحرب العالمية الأولي، وفي الحروب التي خاضتها مصر مع الحلفاء وقدمت مئات من الشهداء مقابل حصولها علي الاستقلال، وأنه عثر بين المكتبات الرسمية في كل من فرنسا وبريطانيا وبلجيكا وإيطاليا علي مذكرات المبعوث ملنر وخمسة من وزرائه قال فيها: (لقد استدانت بريطانيا من مصر 3 ملايين جنيه استرليني ومن حقها المطالبة بها في أي وقت تشاء) وهذا المبلغ بمضاعفاته يساوي الآن نحو 300 مليار جنيه.

وأضاف الباحث: "وفي هذه المرحلة نشرت جريدة الأهرام المصرية عام 1922 أن مصر تنازلت عن المبلغ في أثناء وجود المبعوث الملكي ملنر، وكان هذا التنازل من وليام برديناد البريطاني الجنسية، والذي كان يشغل منصب المستشار القانوني والمالي لوزارة عبد الخالق ثروت باشا، والذي عزل وزيرين يطالبان بالديون المصرية، بناء علي طلب بريطاني، أي أن المتنازل عنها مسئول بريطاني وفي ظروف احتلال البلاد، كما أوضحت ذلك الوثائق السرية في مركز الكومنولث البريطاني".

وأشار الباحث إلي أن المكتبات في هذه الدول الأربع تحتوي علي أسماء المصريين الذين استشهدوا في معارك الحلفاء ورتبهم العسكرية وأرقام مقابرهم، بما يثبت بالحقائق الدور المصري القتالي، وضرورة المطالبة بحقوق أحفادهم مدي الحياة وفق القوانين الدولية، وأن هذه الدول ملزمة برفع العلم المصري في احتفالاتها بذكري الحرب في هذه الأيام باعتبار مصر شريكا فيها إضافة لإقامة نصب تذكاري تحفر عليه أسماء الشهداء المصريين في كل دولة تقديرا لتضحيات مصر التي لم تحصل علي أي عائد من ورائها.