كشفت إسرائيل عن نيتها التدخل عسكريا في سوريا، للحفاظ على مصالحها وأمنها، على غرار العملية العسكرية الروسية الدائرة حاليا، مؤكدة أنها تراقب الوضع عن كثب، وترصد ما يجرى من تحركات أمريكية وأوربية أيضا.
ونقلت صحيفة «هاآرتس» العبرية عن وزير الدفاع «موشيه يعالون»، تأكيده أن إسرائيل لديها هي الأخرى مصالح في سوريا، وستتحرك للدفاع عن تلك المصالح دون الحصول على إذن مسبق من أحد، مثلما تحركت روسيا ومن قبلها أمريكا وحتى فرنسا وبريطانيا، ونفذت جميعها عمليات عسكرية في سوريا دون استئذان أحد، حتى النظام السورى نفسه.
وقال يعالون: «لدينا مصالحنا في سوريا وعندما تصبح مهددة سوف نعمل وسوف نواصل العمل للحفاظ عليها، ونقلنا هذه الرسالة بوضوح إلى الرئيس الروسى فلاديمير بوتين».
ووفقا للصحيفة الإسرائيلية، فإن روسيا نسقت مع تل أبيب وواشنطن واتصل مسئول روسى بنظرائه الأمريكان لإخبارهم بتنفيذ أولى ضرباتهم الجوية ضد تنظيم داعش الإرهابى، قبل تنفيذ العملية بنحو ساعة واحدة فقط، ولم يبد أي طرف اعتراضا على العملية العسكرية الروسية.
وكشفت الصحيفة أن موسكو لم تهتم كثيرا برأى الولايات المتحدة وإسرائيل في العملية، واكتفت بإبلاغهما بالضربة من خلال مسئول دبلوماسى صغير يعمل في السفارة الروسية ببغداد، اتصل بالسفارة الأمريكية هناك ليخبرهم بما سيحدث، وطلب منهم إبلاغ الإسرائيليين، وهو الأمر الذي أغضب واشنطن بشدة وجعلها تشعر بعدم الاحترام.
وطالب الروس بعدم اعتراض طائرتهم، وضرورة إخلاء المجال الجوى الروسى من أي طائرات إسرائيلية أو أمريكية، حتى لا تقع أي حوادث أو اشتباكات غير مقصودة، وبخاصة أن واشنطن أكدت استمرارها في قيادة تحالف دولى لمحاربة «داعش» ينفذ ضربات جوية ضد مواقع التنظيم المتطرف في سوريا، انطلاقا من تركيا.
ومن جانبها أوضحت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، أن الهجوم الروسى كان بهدف الحفاظ على طريق «فتح السريع» الذي يربط بين العاصمة دمشق والمحافظات الساحلية، وتم استهداف قوات معارضة سورية كانت تقترب من الطريق، في حين أكدت روسيا أنها ضربت مواقع لداعش.
وأكد وزير الدفاع الإسرائيلى أن بلاده لن تعترض على التدخل العسكري الروسى لكنها تضع خطوطا حمراء لمصالحها في سوريا ولن تسمح لأحد بتجاوزها أيا كانت قوته، وحصول تنظيمات متطرفة وإرهابية على الأسلحة يعد خطا أحمر، كما أن إقامة قواعد عسكرية إيرانية تهدد إسرائيل، تمثل خطا أحمر أيضا.