أثارت صورة جثة الطفل السوري الغريق على شاطئ البحر قبالة سواحل بودروم التركية الغضب العالمي تجاه تلك الصورة التي عبرت بشكل قاس عن مشكلة اللاجئين السوريين وفرارهم من بلدهم للنجاة من الموت.

وسلطت الصحف العالمية الضوء على تلك الصورة حيث وجدت تعاطفا غير مسبوق، مع قضية اللاجئين الذين يحاولون عبور البحر من شواطئ تركيا إلى الجزر اليونانية وأعربت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية عن استيائها، متسائلة: "إذا لم تغير صورة هذا الطفل موقف أوروبا تجاه اللاجئين، فما الذي سيغيره؟، وفقا لما أوردته شبكة BBC البريطانية.

وأصرت الصحيفة البريطانية على نشر الصور لهذا الطفل الغريق في موقعها الإلكتروني؛ لأنه وسط الكلام المنمق حول أزمة المهاجرين المعتملة، من السهل نسيان حقيقة الوضع المأساوي الذي يواجهه العديد من اللاجئين.

وفي سياق متصل، قالت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية إن مأساة الطفل الصغير تلخص يأس هؤلاء اللاجئين، فيما أوضحت وكالة دوجان التركية للأنباء أن الطفل وبقية أفراد المجموعة التي كان معها سوريون من بلدة عين العرب "كوباني" كانوا قد فروا إلى تركيا في العام الماضي هربا من مسلحي التنظيم الإرهابي "داعش".

وعلقت ايفيت كوبر، المرشحة لزعامة حزب العمال البريطاني المعارض، قائلة إن الصورة تثبت "أننا لا نستطيع أن نتجاهل هذا الموضوع".

فيما كتبت مجلة "لونوفال اوبسرفاتير" الفرنسية على موقعها: "كل هذا من أجل هذا الجحيم؟" بقلم أحد صحفيها البارزين ماتيو كرواساندو، الذي قال "إن الصورة الفظيعة كفيلة وحدها بإقناع العالم وأوروبا، بضرورة المرور من طور الاكتفاء بالكلام إلى طور الفعل"، وأضاف "الفعل يعني الآن وفورا".

وكشفت صحيفة "ديلي ميل" عن تفاصيل جديدة عن وفاة الطفل السوري إيلان كردي، الذي هز العالم بموته غرقًا في البحر، حيث قالوا أقارب الطفل، إن غالب كردي (5 أعوام)، وأخيه إيلان كردي (3 أعوام) كانا على زورق مكتظ باللاجئين الفارين من الحرب في سوريا، ولكنه انقلب قريبًا من جزيرة "كوس" اليونانية، حسبما ورد في الصحيفة.

وقال عم الطفلين، إن "إيلان وغالب لقيا حتفهما جنبًا إلى جنب مع والدتهما (ريحان) ولم ينج إلا والدهما" مشيرًا إلى أن أخيه "كردي" اتصل بأقاربه بعد هذه الفاجعة، وقال لهم: زوجتي وطفلاي لقوا حتفهم.

وأفادت عمة الأولاد أنها علمت بالخبر الساعة الخامسة صباحًا عندما اتصلت بها زوجة شقيقها الآخر، الذي تحدث مع الأب الملكوم ، وأوضحت الصحيفة أن إيلان وغالب لم يرتديا "سترات النجاة"، لذا كانت فرصة نجاتهم ضعيفة.

ويخطط الأب الملكوم الآن للعودة إلى مسقط رأسه "كوباني"، البلد التي مزقتها الحرب، من أجل دفن أولاده وزوجته، قائلًا إنه يريد أن يدفن نفسه معهم.

ويذكر أن صورة الطفل السوري الذي كان يرقد على وجهه بكامل ملابسه وحذائه الصغير، بعد أن قذفته الأمواج إلى أحد شواطئ تركيا، هزت مشاعر العالم، وسلطت الضوء على مصير أطفال سوريا المجهول.