اصلاح الاسلام .. علي طريقة الجنرال!- بقلم : محمود الشربيني
قبل ان تقرأ:قاطعت أسر 13 من الضحايا، الذين قتلوا على أيدي مقاتلي تنظيم «داعش» في ليبيا، قداس إحياء ذكري الأربعين الذي اقامته مطرانية سمالوط الجمعه ، وذلك تعبيراعن استيائهم من «هجوم المئات على بعض منازل أسر الضحايا وكنيسة القرية في هذا اليوم، وحرق سيارة ملاكي مملوكة لأحد المعزين الوافدين على كنيسة القرية».وطبقا ل " المصري اليوم" فإن «المئات من المحتجين بمركز سمالوط في المنيا، تظاهروا بقرية العور، التي ينتمي لها 13 من الضحايا، احتجاجاً علي بناء الكنيسة التي أمرت الدولة ببنائها تكريماً لأرواح الضحايا»!يحدث هذا في الوقت الذي يشيد فيه الكاتب الاميركي ايميت تيريل بالرئيس السيسي.. ففي مقال كتبه في الواشنطن تايمز تحت عنوان"تحد لأساليب الإسلام البالية .. السيسي في مصر يدعو لثورة دينية" اشاد تيريل بدعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي لما وصفه بـ"ثورة دينية"، واصفا في الوقت ذاته تعاليم الدين الإسلامي بأنها بالية.، مضيفا إن من يقوم ب "إصلاح الإسلام" الآن هو الجنرال عبد الفتاح السيسي..."مشبها السيسي بالجنرال الأمريكي الراحل جورج واشنطن.
وتابع قائلا إنه من المؤكد أن إصلاحات السيسي سياسية، لكنها لم تقتصر على ذلك، وإنما امتد إصلاحاته لتصل إلى المجال الديني، وبخاصة دعوته لـ"ثورة دينية".
أما فيما يتعلق بدعوة السيسي لثورة دينية، وهي الدعوة التي أطلقها في يناير الماضي وجددها في حوار أجرته معه هذا الشهر صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، قال الكاتب إنه وضع تحديا أمام رجال الأزهر للقيام بذلك.
وأضاف الكاتب أن رجال الأزهر للوفاء بهذا التحدي عليهم أن يتفكروا في الإصلاحات التي قام بها المسيحيون واليهود في عهود سابقة!
*****************
اللغم .. الرئيس!
----------------
نحن امام عدة الغام فتاكه ،وضعت علي طريق "الرئيس" .. او بمعني ادق وجدها علي طريقه ..واول واخطر هذه الالغام - او "اللغم الرئيس" - الذي نتفرج عليه من دون ان نسعي الي تفكيكه، ليس فقط حالة "السبات" التي تغط فيها المؤسسه الدينيه ذات الشهره العالميه ( الازهر)وانما في تراجع قدرات علمائه ، فالازهر الذي كان ينبع منه قامات كالافغاني ومحمد عبده والطهطاوي ورشيد رضا وغيرهم من الاساطين، لم يعد يفرز لنا هذه القامات الا نادرا! بمعني اخر اذا نظرنا إلى مؤسسات العلوم الشرعية، وجامعاتها فاننا نري" عدم الاعتناء الكامل بمدّها بما يلزم لطلبتها وأساتذتها من وسائل الاستقرار في غالب تلك المؤسسات. ثُمَّ انظر إلى تلك المناهج والمقررات فإنها ضعيفة، لا تؤهل الطالب إلى الملكة العلمية التي يمكن بها أن يرقى إلى درجة الاجتهاد. أضف إلى ضعف المناهج عدم تمام الاستعداد لدى من يقومون بتقديمها للدارسين. مع ما حول أولئك الدارسين والمدرسين من مشاغل جمة، فالكل مشغول.ثم محاربة التعليم الشرعي من الداخل والخارج، وقلة من يطلبه، والضغوط على المسلمين في هذه الأيام خاصة. ثم عدم خلوص النية في طلب العلم الشرعي، فإن العلم اتخذ سببا ومهنة للتكسب"( د. زين العابدين محمد النور)
واحسب انه لو لم نكن نعاني من هذا الضعف والقصور لكانت قضايا العصر ومشكلاته وجدت طريقها الي البحث والاستقصاء والادلاء باراء لا اقول تحوز الاجماع العام للمسلمين ، وانما تجد اصداء وقبولا في الوعي العام للمسلمين .. بمعني ان يجد فيها اغلب المسلمين ضالتهم ، حينما " يستفتون قلوبهم" عليها.فلايرون فيها نشاذا ، مثلما يجدونه بقوه وبقسوه في فتاوي العلاج ببول الابل، ووفي تصريحات من نوعية ان سيدنا سليمان تزوج" 600 امرأه، وانه اتي" 100" منهن،في ليله واحده .. كما تفوه بذلك سالم عبد الجليل( مفتي ومتحدث في الدين) !وقد قال ماسبق ذكره في إطار تدليله على أن الإسلام لم يكن وحده الشريعة التي تبيح تعدد الزوجات!
وليس بعيدا عن ذلك ماقاله الشيخ مبروك عطيه في شأن الخيانه الزوجيه، اذ حض امراه متزوجه كانت تتلصص علي زوجها حتي ضبطته مع امراه اخري في فراشها ، علي ان تمضي وتتركه دون ان تقتحم عليه خلوته مع عشيقته ، وان تترك حسابه ليوم الحساب لكي لايهدم بيتها؟ وبالطبع لم يقل لنا الشيخ مالذي كان واجبا ان يحدث من الزوج ، اذا كان العكس هو الصحيح!
مثل هذه الفتاوي والالغام البعيده عن روح الاسلام الصحيح هي "ام الالغام" في حياتنا اليوميه.. فالذين يحملون صكوك الدين اليوم يغردون فرادي ولا اظنهم يمتلكون العقل الموسوعي الذي يقودهم الي تنوير الناس، فلم يعد البحث الديني والفكر الديني كما كان في عصور خلت، يقدم جهدا دينيا وفكريا " متعوبا عليه".. ويلقي اصداء قويه عند الناس ، بسبب حجيته وقوة منطقه وسلامة استدلاله. كنا حتي وقت قريب نرفض التعامل مع البنوك ، ونري فوائدها " ربا" ولايزال بيننا من يرون ذلك ، ولكن الاغلبيه الان تقبل بهذا التطور المجتمعي،وكان قانون الاحوال الشخصيه الذي يبيح للزوجه حق " الخلع" ، ويشترط لاتمام الزواج الثاني بامرأه اخري ابلاغ الزوجه الاولي بذلك ، واليوم وبفعل العصر وتطوره صار ذلك مقبولا ومتعارفا عليه، لكن الخطاب الديني ليس علي مستوي العصر في قضايا كثيره..حتي الشيخ الشعراوي وهو الموسوعي في الفكر الاسلامي ، ادلي ذات يوم بتصريحات ملتبسه عندما كان يخضع للعلاج الجراحي ، وفهمنا منه انه يرفض مثل هذا النوع من العلاج لانه بمثابة تدخل في الامر الالهي بالمرض ، وتدخل في الاجل ، عن طريق تقديم علاج قد يطيل عمر المريض ، علي نحو قد لايتسق مع ابتلاء المرض، وحلول موعد الاجل!
---------------------------
الغام " النوازل السياسيه"!
---------------------------
نحن امام مشكلات حقيقيه في العصر الحديث، ولاشك ان " النوازل السياسية اليوم هي أعقد أنواع المستجدات، وطبيعتها تجعل الفقهاء في حذر من الخوض فيها، نظرا لخطورة مآلاتها، ومَظِنّة ما تحمله لأصحابها من المواجهة مع أصحاب النفوذ، وترك النظر فيها يشجع أنصاف العلماء للتصدر في بيانها فيغمط الحق أو تشتعل فتنة، وتخذل الأمة في علمائها بصمتهم عن نوازل مدلهمة تجعلهم في حيرة وتخبط عن معرفة الحق أو المخرج الأسلم من تلك النوازل".( د. مسفر القحطاني*) أستاذ أصول الفقه, جامعة الملك فهد, الظهران, السعودية.
و الي جانب مااسلفه دكتور "مسفر"، هناك ايضا اشكاليات خطيره .. منها التهديد الهائل الذي يواجه الوحده الوطنيه والعنف الذي بمارسه بعض المتعصبين تجاه الاقباط علي نحو مااشرنا اليه آنفا.ومنها ايضا مشروعية الخروج علي الحاكم ، وتفشي العمليات الانتحاريه التي تسمي استشهاديه زورا وبهتانا وتضليلا ، فضلا عن تفشي الفساد والرشوه . ومن اهم الاشكاليات المعاصره ايضا عمليات زراعة الاعضاء والتبرع بها وتاجير الارحام والتلقيح الصناعي، وكلها مشكلات لم ننتهي منها ولن نفعل لسبب بسيط هو ان القائمين علي مناقشتها لا يبذلون الجهد الكافي لمناقشتها وايجاد الحلول لها ، رغم ان تطور المجتمع المتسارع كان يفرض التفاعل معها بقدر اكبر واسرع!
------------------------------
فتوي الدواعش .. الشامخه
-------------------------------
في السياق المعمق لازمة الفقه تقف "شامخة" تلك الفتوي الازهريه المثيره للجدل الخاصه ب( الدواعش) ورفض الازهر تكفيرهم ،وكل هذه اشكاليات خطيره لانعرف متي نجد لها علاجا علي منابر الدعوه الصحيحه. وليس الدواعش وحدهم ، فالاخوان الكاذبون المضللون يستخدمون الدين اسوأ استخدام ، بدليل اعتبارهم قاتلا سفاحا مثل محمود رمضان " شهيدا!!( في فمي ماء).
علي ان اسوا تناقض يواجه الامه الاسلاميه اليوم هو الانفصال التام بين الكلمه والفعل ، بين الايمان بالدين كدين وبينه كمعاملات وسلوك .. فالمؤمن اليوم- الا من رحم ربي- صار كاذبا وجاهلا وكسولا ومنافقا ومسترزقاووصوليه وغيابا ونماما وذماما ولعانا الخ هذه الاوصاف المؤسفه. يعتبر الدين مجرد طقوس او شعائر دينيه، تنتهي بمجرد " خطف ركعتين او ثلاثه او اربعه !
بعد ان قرات:تغير الزمان وتغير الانسان .. تغير المؤمن والمؤمنه .. تغير الزوج والزوجه ، وتغير المجتمع ،وفتكت به وسائل التواصل الاجتماعي - وانا هنا لا اتحدث عمن تفرض ضرورات عملهم عليهم الانكباب عليها- هذه الوسائل اصبحت شرا مستطيرا ، تقرب البعيد فتضعه في غير موضعه وتبعد القريب وتمزقه وتفتك باوصاله .. يدفع المجتمع اعلي فواتير التواصل الاجتماعي انهيارا اسريا، فلا رجل يكبح جماح نزواته ،ولا امرأه تصون حق زوجها في ان يطل بمفرده علي قلبها وعقلها وجسدها. اتحدث عن مجتمع اختلت فيه القيم ، واضحي الاستقلال الاقتصادي للنساء فيه عامل هدم وتخريب وتبادل للمواقع بين الزوجات والازواج .. واصبح فيس بوك وتويتر وواتس آب مخزن اسرارهم ومحط اهتمامهم، حتي باتت صداقات النساء للرجال علي الفيس بوك تغتال الاحلام الخضراء في القلوب.
السوال الاكبر الان : ماذا بعد صيحة الرئيس ؟ ماذا فعلنا لنرتقي بالفقه والفكر الاسلامي؟ايها المتفيقهون اما استقيظتم لتنزعوا فتيل هذه الالغام ؟ ( ماشبعتوش نوم)؟!