مع بدء العد التنازلي لسباق التجديد النصفي للكونجرس الأمريكي المقرر في‏2‏ نوفمبر المقبل‏,‏ ازدادت سخونة معركة الدعاية.

وذلك بين غريمي السياسة الأمريكي الحزب الديمقراطي ونظيره الجمهوري‏.‏   فبينما لم تهدأ الضجة التي آثارها الملصق الكاريكاتيري الذي صور الرئيس باراك أوباما في شخصيات الانتحاري والشاذ ورجل العصابات المكسيكي وزعيم المافيا‏,‏ قرر الديمقراطيون أن يردوا بأسلوب أكثر هدوءا ويصل للهدف مباشرة‏,‏ من خلال سلسلة من الخطوات المخطط لها جيدا أولها لقاء عقده أوباما مع الشباب‏,‏ وثانيها إعلان تليفزيوني ظهر فيه الرئيس داعيا الأقليات إلي صناعة التاريخ مرة أخري‏.‏

فقد شهدت مدينة لوس أنجلوس التحرك الديمقراطي الأول للرد علي هجمات الجمهوريين‏,‏ حيث سعي أوباما إلي تجديد علاقته مع الناخبين الشبان من خلال اجتماع عقده في المدينة الأمريكية الغنية وبثته قناة إم‏.‏تي‏.‏في علي الهواء‏,‏ حيث أجاب الرئيس الديمقراطي علي اسئلة وجهها له المشاركون في اللقاء عبر موقعي تويتر وفيس بوك‏.‏

وبينما زعمت تقارير ترددت قبل عقد الاجتماع ان محطة ام تي في انتقت المشاركين لضمان ان يكون الحاضرون من المؤيدين لاوباما‏,‏ فإن الرئيس الامريكي تلقي السؤال الأول من جمهوري انحي عليه باللائمة لأنه لم يف بوعوده الانتخابية الخاصة بتحقيق التعاون بين الحزبين الأمريكيين‏,‏ كما تضمنت القضايا التي اثارها الحاضرون في الاستوديو وعبر الانترنت الاقتصاد وتكاليف التعليم العالي وهيمنة شبكة الانترنت والمشاكل التي يواجهها نظام الحكومة الخاص بالمعاشات‏.‏

وعلق أوباما بانتقاده لدور شبكة الانترنت في اضفاء الطابع الراديكالي علي الحوار السياسي‏,‏ قائلا‏:‏الانترنت وموقع تويتر قويان للغاية‏,‏ ولكن بدلا من اجراء حوار‏,‏ أصبحنا نوجه السباب الي الاشخاص‏.‏

واعترف أوباما ايضا بالقلق الذي ينتاب حركة حفلة الشاي المحافظة ازاء العجز في الميزانية قائلا‏:‏ اننا جميعا امريكيون واننا جميعا نرغب في التأكد من قوة الاقتصاد‏,‏ وعامة الشعب لا ترغب في ان تكون مفلسة عندما تمرض وان الشبان يمكنهم تحمل تكاليف التعليم‏.‏ يتعين علينا ان نتوقف عن السباب ونتوقف عن النظر الي الانتخابات المقبلة فقط‏.‏

أما الخطوة الثانية التي تبناها الديمقراطيون فهي الإعلان الذي ظهر فيه أوباما في تحرك نادر في هذه الدورة الانتخابية حيث لم يسبق أن ظهر أوباما في مثل هذه الإعلانات‏.‏

وأوضحت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية ان أوباما بدأ تكثيف جهوده لإقناع الناخبين الجدد‏-‏ في إشارة إلي الشباب والأقليات الذين أيدوه في الانتخابات الرئاسية عام‏2008-‏ بالعودة إلي صناديق الاقتراع في الانتخابات النصفية وذلك بعد أن أشارت استطلاعات الرأي إلي عزوف هذه الفئة الهامة من الناخبين‏-15‏ مليون ناخب‏-‏ عن المشاركة في التصويت‏.‏

وأضافت الصحيفة أن مدة الإعلان‏30‏ ثانية وبثته قناتا إم‏.‏إس‏.‏إن‏.‏بي‏.‏سي وبي‏.‏إي‏.‏تي الإخباريتان الأمريكيتان‏,‏ وهو يقدم الرئيس الديمقراطي في لقطات من خطاباته في ولاية فيلادلفيا وجامعة ويسكونسن‏-‏ ماديسون‏,‏ وهو يقول متوجها إلي الشباب‏:‏ قبل عامين‏,‏ تحديتم الحكم التقليدي علي الأمور في واشنطن‏,‏ وأثبتتم أن قوة رجل الشارع أقوي من قوي الوضع الراهن‏,‏ في إشارة إلي الحزب الجمهوري الذي كان يسيطر علي البيت الأبيض آنذاك‏.‏

ولا تقتصر أهداف الديمقراطيين من تحركهم النادر علي تعزيز فرص الديمقراطيين في الانتخابات المقبلة فقط بل الرد أيضا علي حملات الجمهوريين التي اعتمدت علي الإساءة والتجريح وكان أخرها الملصق الكاريكاتيري الذي صور أوباما في أربع شخصيات مهينة‏.‏

وتم تعليق الملصق الضخم عند تقاطع طرق في بلدة جراند جانكشن في ولاية كولورادو‏,‏ وهي منطقة يهيمن عليها الجمهوريون‏,‏ كما تضم المقاطعة عددا كبيرا من منظمات المحافظين المتشددين التابعة لتيار حفلة الشاي تي بارتي الذي تحول إلي حصان طروادة بالنسبة للجمهوررين بعد أن أحرز عدة انتصارات غير متوقعه خلال الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري كان أبرزها فوز المبتدئة كريستين أودونيل مرشحة التيار في ولاية ديلاويرعلي مايك كاسل المرشح الجمهوري المخضرم الذي ظل ممثلا للولاية في الكونجرس طيلة الأعوام الثمانية عشر الماضية‏.‏

وسعت المرشحة المبتدئة أودونيل خلال المناظرة التلفزيونية التي جمعتها مساء أمس الأول مع منافسها الديمقراطي إلي تهدئة المخاوف بشأن آرائها حول قضايا مثيرة للجدل‏,‏ وشاركت أودونيل في مناظرة علنية إلي جانب منافسها المرشح عن الحزب الديمقراطي كريس كونز للفوز بالمقعد الذي كان يشغله سابقا نائب الرئيس الحالي جو بايدن‏,‏ وسعت خلال المناظرة إلي تأكيد الرسالة التي كررها المسئولون عن حملتها الانتخابية وهي أن آراءها الخاصة حول السحر والعلاقات بين الجنسين ونظرية داروين حول النشوء والارتقاء ليست ذات صلة بالمنافسة السياسية الحالية‏.‏