------------------------------------------------------------------------------

 

 

---------------------------------------------------------------

 

 

--------------------------------------------------

علي كل الاحوال .. بكي سيد حجاب! 

بكي مكرما .. ومحتفي به .. وبكي شاعرا في عنفوان ثورته .. وبكي عمرا فقد فيه اصدقاء ورفقاء درب ومصير!

كيف للرجال الحقيقيين ان يبكوا إلا إذا كانت هذه الدموع " لآلي" يحسبها الناس بكاء وماهي ببكاء!

كيف للشعراء في فورتهم ، وفي سطوة كلماتهم ، ومرور سيفها في الزبد ،  ان تسمع هنهنات دموعهم مختلطه باصوات بكائهم ، الذي ليس كمثله شيء ، فهو بكاء للوطن لاغير!

بالامس بكي سيد حجاب .. واقول انه علي كل الاحوال بكي.. نعم ..بكي تأثرا بتكريم الجمهور الحاشد له ،وبحفاوة الجمع الكبير الذي ملأ قاعة المكتبه الوطنيه العامه لدولة الكويت، متغلبا علي عناء يوم عمل شاق ، في غربه ،نحسبها علي كل مصري صعبه وقاسيه،ومتحملا قسوة شتاء جاء يعدو مسرعا ، محملا بصقيعه وبرودته، لكنه جاءه  محييا له ومكرما، وأملا في ان يستدفيء بحرارة اشعاره ، التي دعاه لالقائها " ملتقي ضفاف الثقافي ، الذي اسسه عدد من مبدعي وشعراء وكتاب مصر المغتربين في الكويت ، وذلك في افتتاح موسمهم الجديد 

--------------------------

ورود ودروع ودموع

------------------------

 عند السابعه  من مساء السبت الماضي ، امتلات قاعة المكتبه بعشاق سيد حجاب،( شاعر البسطاء والمهمشين) مشهد سر الناظرين بالفعل ، جمهور مصري وعربي ( كويتي - خليجي) يتقدمه القنصل الثقافي المصري الجديد الدكتور نبيل عبد الحميد.. الذي اهداه درعا وورودا بيضاء .. بهذه المناسبه ، اما الجمهور فاهداه حبه وتقديره ،فما ان عرض فيلم وثائقي عن حياة سيد حجاب من ابداع المخرج محمد ممدوح  ، تحدث فيه رفقاء درب ومشوار ، من عمار الشريعي ، الرائع الذي فقدناه ، وبقيت ابداعاته وروحه وموسيقاه .. الي أرغول الاغنيه علي الحجار، ومن الناقد الكبير صلاح قنصوه الي الناقد محمود الحلواني ،وصولا الي عفاف راضي احد ادفأ الاصوات في عالم الغناء المصري ، حتي تفاعلت القاعه  اولا بالتصفيق الحاد ، كلما انتقل المخرج مابين تترات عمل درامي ، صاغ مقدمته شعرا سيد حجاب ، مثل ليالي الحلميه، والشهد والدموع و ارابيسك وعشرات من الاعمال غيرها، حتي ان محمود الحلواني اسماه ب" ملك التتر" .

ماان انتهي الفيلم الوثائقي الذي ارسل الدكتور ايمن بكر.. مقدم الامسيه ، يطلبه من مخرجه ، وكان مفاجئا تماما لسيد حجاب، حتي انه لم يتمالك نفسه في مواجهة القاعه التي التهبت اكفها بالتصفيق ، تحيي بفخر واعتزاز ابنا بارا من ابناء مصر ،وهو مادفع بالدكتور ايمن ليستدرك بقوله انه لو كان يعلم بهذا التاثر لماارسل الي المخرج يطلب الفيلم كما استدرك ابو بكر علي وقع ايقاع التصفيق الحار الذي الهب القاعه، بان يتذكر  بان سيد حجاب هو من صاغ ديباجة الدستور المصري الجديد .. 

غالب حجاب دموعه ، مؤثرا ان يخفيها عن جمهوره بان اعطي وجهه للمنصه ،فزاد التصفيق حدا لم يتمالك معه نفسه ، حتي انه صعد الي المسرح بصعوبه بالغه ،وبدلا من ان يقف لالقاء قصائده ، آثر ان يجلس علي الكراسي المعده لجلوسه، واحسبها لم تكن بهذا القدر من الراحه ، ولا اعطت ذلك القدر الذي يتساوي مع مهابة طلة سيد حجاب مجددا علي جمهور في الكويت التي عاش فيها لفتره من الفترات. 

------------------------

مساء الشعر العالي

-----------------------

قدم الشاعر نادي حافظ مؤسس الملتقي  سيد حجاب للحضور بشعره فانشد يقول:

عشان سيد حجاب / بيخطفنا لكوكب سحر/ يعلمنا الهوي الواعر/ فنحسب جرحنا بالمتر/مساء الشعر العالي

واضاف:هذه ليله استثنائيه بكل المقاييس ،يؤنس وحدة ارواحنا فيها شاعر شاهق المعني والخيال ،برع في دوزنة قلوبنا علي مقام الدهشه

انها امسية الشرف والحلم لملتقي ضفاف، يفتتح بها موسمه الثقافي ، لتعكس دأب اعضائه علي تقديم انشطه نوعيه ومتميزه

- الكلمه الان للشعر .. هكذا قالها نادي حافظ،مختتما كلمته كي لايطيل، ولم يفته ان يقدم الشكر للمجلس الوطني للثقافه والفنون والاداب ممثلا في امينه العام المهندس علي اليوحه،والي مكتبة الكويت الوطنيه ممثلة في مديرها السيد كامل عبد الجليل علي دعمهما لافتتاح نشاط الملتقي واختتم نادي كلمة الملتقي بالشعر من جديد حين انشد يقول :

---------------------------------

 حضن النيل وضحكة مصر

-------------------------------- 

عشان سيد حجاب حاله/بتخلق م الهزايم نصر / تحس اول مابتشوفه / بحضن النيل وضحكة مصر

وللحقيقه والامانه، كان هذا ابلغ تعبير عن احساس الحضور بحضور ودفء والق شاعر من وزن سيد حجاب ، الذي بكي عمار الشريعي رفيق دربه هذه الليله، واستذكر معه العديد من مواقفه ايام كان لايزالان يبحثان عن فرصه لهما في عالم الابداع والفن.. وتذكر انهما كتبا اغاني مثل هنا القاهره التي غناها علي الحجار العام الماضي ولحنها عمار الشريعي من اربعين عاما. 

----------------------

نشأه شاعريه 

----------------------

تحدث سيد حجاب عن نشاته موضحا انه ولد فى مدينة المطرية بالدقهلية هذه المدينة الصغيرة الواقعة على ضفاف بحيرة المنزلة و التى علمته معنى الكفاح لما لها من طبيعة خاصة فهى مدينة صيادين لها عالمها و سحرها الخاص فكان يخرج و هو صغير مع بزوغ الخيط الأبيض من الفجر ليرى عودة الصيادين محملين بما رزقهم الله من خيرات البحيرة.

ربما لم تكن طبيعة هذه المدينة السبب الوحيد لإحترافه الزجل فقد كان والده بمثابة المعلم الأول عندما كان يشاهده فى جلسات المصطبة الزجلية حول الموقد فى ليالى الشتاءالباردة و هو يلقى الزجل للصيادين فى مباراة أشبه بالتحطيب الصعيدى فكل صياد يلقى ما عنده فكان يدون كل ما يقوله الصيادون و يحاول محاكاتهم و كان يخفى عن والده حتى أطلعه على أول زجل كتبه عن شهيد بإسم "نبيل منصور" فشجعه والده على المضى قدما فى هذا الإتجاه حتى دخل المدرسة و صادق المعلم الثانى شحاته سليم نصر مدرس الرسم و المشرف على النشاط الرياضى و الذى علمه كيف يكتب عن مشاعر الناس فى قريته.

و مع تنامى موهبته و إحتكاكه و قراءاته إكتسب العديد من الخبرات حتى تقابل مع الزجال عبد الرحمن الأبنودى فى إحدى ندوات القاهرة و من هذه الندوة أصبحا صديقين ثم تعرف على أستاذه الثالث صلاح جاهين فكان أول لقاء بينهما بعد أن سمع زجل لسيد فإنتفض واقفا يحضنه و يلف به حجرة الملحن سليمان جميل ليقول لفؤاد قاعود إحنا بقينا كتير يا فؤاد و تنبأ له بأنه سيكون صوتا مؤثرا فى الحركة الزجلية و قد صدقت نبوءة جاهين ففى منتصف الستينات من القرن الماضى إحتفى المثقفون بأول ديوان له صياد و جنيه و بعده إنتقل إلى الناس عبر الأثير من خلال مجموعة البرامج الإذاعية الشعرية بعد التحية و السلام ، عمار يا مصر ، أوركسترا و قد كان الأبنودى يقدم معه البرنامج الأول بالتناوب كل واحد 15 يوما و بعد فترة إنفصلا فقدم كل منهما برنامجا منفصلا.

كما شارك سيد حجاب فى الندوات و الأمسيات الشعريةو الأعمال التليفزيونية و السينمائية فى محاولة للوصول للجمهور و قدمه جاهين لكرم مطاوع ليكتب له مسرحية حدث فى أكتوبر فدخل فى نسيج الحياة الثقافية.

---------------------------------

احتراف الغناء" تترا" وشعرا

----------------------------------

و عندما دخل الزجال سيد حجاب مجال الأغنية لم يتنازل عن جوهر الزجل بل إن الشاعر حماه من الإنزلاق وراء كلمات سهلة يلوكها المستمع ثم تجد طريقا لأقرب سلة مهملات فغنت له عفاف راضى و عبد المنعم مدبولى و صفاء أبو السعود و إقترب على إستحياء من سوق الكاسيت و كان ذلك من خلال فريق الأصدقاء مع عمار الشريعى و قدم أغانى فى ألبومها الأول مع عمر بطيشة ثم أتبعه بألبومين هما "أطفال أطفال" و "سوسه".

بعدها إقترب من بليغ حمدى باغنيات لعلى الحجار و سميرة سعيد و عفاف راضى 

وقدم الفنان الكبير سيد حجاب عددا من قصائده الرائعه استهلها بقصيده من ديوانه الاول " صياد وجنيه" والقي القصيده التي تحمل هذا العنوان،والقي ايضاقصيدة هنا القاهره( هنا القاهره القاهره القاهره القاهره/ هنا القاهره اللساحره الظافره / هنا ماري جرجس في خيله يبرجس  الخ) كما القي ايضا بشكل مسرحي نال اعجاب الجمهور قصيدة ( الأرا إيه  ؟ أراجوز..) كما الهب اكف الحضور جميعا بالتصفيق حينما القي قصيدته الني كتبها بعد احداث محمد محمود والتي كانت صيحة ادانه في وجه حكام هذه المرحله ، الذين جللوا بعارنا عار الدماء التي اريقت والشهداء والمصابين والمغدورين والمفقوئين والطرف الثالث الذي اضاع الحلم والثوره وكسر زهوة سقوط النظام المشين وافقدنا النصر المبين.

----------------------

كلمات .. خالدات

--------------------
“منين بيجي الشجن.. من اختلاف الزمن

ومنين بيجي الهوى.. من ائتلاف الهوى

ومنين بيجي السواد.. من الطمع والعناد

ومنين بيجي الرضا ..من الايمان بالقضا

من انكسار الروح في دوح الوطن

يجي احتضار الشوق في سجن البدن

من اختمار الحلم يجي النهار

يعود غريب الدار لـ أهل وسكن

ليه يا زمان ما سبتناش أبرياء

وواخدنا ليه في طريق ما منوش رجوع

أقسى همومنا يفجر السخرية

وأصفى ضحكة تتوه في بحر الدموع

ولفين ياخدنا الأنين

لليالي ما لهاش عينين

ولفين ياخدنا الحنين

لواحةالحيرانين

ما تسرسبيش يا سنيننا من بين ايدينا

ولا تنتهيش ده احنا يا دوب ابتدينا

واللى له أول بكرة حيبان له آخر

وبكرة تفرج مهما ضاقت علينا

ولفين ياخدنا الأنين

لليالي ما الهاش عينين

ولفين ياخدناالحنين

لواحة الحيرانين” 

( سيدحجاب: ليالى الحلميه)

-----------------

بقي ان نقول ان الامسيه كانت باكورة نشاط الملتقى في انطلاقة موسمه الثاني، بعد النجاح الكبير  الذي حققه في موسمه الأول الذي انطلق العام الماضي.

وتأسس ملتقى ضفاف عام 2013 على يد مجموعة من المبدعين من الكتاب الكويتيين والعرب المقيمين على أرض الكويت.

ويسعى الملتقى باعتباره كيانا مستقلا إلى تحريك الساحة الثقافية في الكويت ورصفها بأنشطة نوعية، وفتح مساحات للإبداع بحرية.