سيطرت حرب العملات بين الدول الكبرى على الاجتماعات المشتركة لصندوق النقد والبنك الدوليين فى الوقت الذى أطلق المسئولين الدوليين تصريحات أكثر صراحة من المعتاد.
وطالب مسئولون من الولايات المتحدة وصندوق النقد بالدفع بمجموعة اصلاحات تتضمن تخويل الصندوق فى ضبط ومراقبة سوق العملات فى العالم.
وأعرب المسئولون فى صندوق النقد الدولي- ومن بينهم الدكتور يوسف بطرس غالى وزير المالية ورئيس لجنة السياسات المالية والنقدية بالصندوق- عن قلقهم من تفاقم الخلافات بين الدول الكبرى وصولا إلى إمكانية نشوب حرب باردة عالمية حول أسعار الصرف حيث تشعر الولايات المتحدة واليابان وأوروبا بالاحباط من تباطؤ تخفيض الصين لعملتها.
وقال مدير صندوق النقد الدولى دومينيك شتراوس كان فى افتتاح مؤتمر صحفى لاطلاق الاجتماعات فى واشنطن«صندوق النقد الدولى هو المكان المناسب لمحاولة احراز تقدم بشأن هذه المسألة« معربا عن تأييده لما طرحته وزير الخزانة الامريكى تيموثى جيثنر عن ضرورة الاستفادة من المؤسسات العالمية مثل صندوق النقد فى حل الخلافات الحالية.
وقال شتراوس كان إن صندوق النقد يمكن ان يطلق »مبادرة من أجل الاستقرار الشامل« التى من شأنها تسريع إصلاحات العملة ، وقالت مصادر مطلعة أن كبار المسئولين فى الصندوق غير راضين عن أدوات المراقبة الحالية فيما يعتزم الصندوق استخدام عملية تسمى التقييم المتبادل ، أو خريطة ، يجرى تطويرها بين دول مجموعة العشرين للاقتصاديات الأقوى فى العالم باعتبارها واحدة من أدواته الرئيسية للتصدى لمشكلة العملة من أجل الوصول إلى نمو عالمى أكثر توازنا.
وقال رئيس البنك الدولى روبرت زوليك أن البنك ومنظمة التجارة العالمية يمكن أيضا أن يلعبا دورا فى حل مشكلة العملة رغم تأكيده أن المسئولية تقع فى نهاية المطاف على كل دولة على حدة.
وشدد مدير صندوق النقد الدولى على أهمية تحرك الصين للتسريع من وتيرة إصلاح العملة اذا كانت تأمل فى الحصول على صوت أكبر فى المنظمة الدولية.
وقال زوليك إن التوترات المتزايدة بسبب البطالة المرتفعة فى الولايات المتحدة والدول المتقدمة الأخرى ، مما يدفع الزعماء السياسيين إلى تركيز الغضب الشعبى على دول مثل الصين التى تنمو صادراتها بسرعة.
وأوضح زوليك أن التاريخ يظهر أنه لا يوجد مستقبل فى السياسات التى ترمى إلى إفقار الجار ، وألقى مدير صندوق النقد الدولى دومينيك شتراوس كان بثقله وراء الولايات المتحدة فى الدعوة إلى إجراء أسرع بشأن قيمة العملة الصينية اذا كانت بكين تأمل فى ان تشهد زيادة لا تقل عن 5% فى التصويت لتمثيل نفسها وغيرها من البلدان النامية فى مجلس إدارة صندوق النقد قبل نهاية العام.
وقال «يمكنك ان تكون فى صلب النظام أو يمكنك أن تكون على حدود النظام ، وإذا كنت تريد أن تكون فى صميم النظام.. فلابد أن تتحمل المسئولية أيضا على ما تفعله والنتائج المترتبة لما تقوم به على الاقتصاد العالمي».