أكد الرئيس الأمريكي باراك أوباما أن هناك «مجموعة من الخيارات» المتاحة أمام الولايات المتحدة وحلفائها إذا فشلت العقوبات على إيران في كبح طموحاتها النووية.
وأكد أن هذه الخيارات ستطبق بالتشاور مع المجتمع الدولي .وأضاف أوباما في حديث مع هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» ـ الخدمة الفارسية ـ الذي لم يوضح طبيعة الخيارات المتاحة التي يقصدها أن الحل الدبلوماسي ما زال ممكنا لكنه سيتطلب تغييرا في عقلية الحكومة الايرانية على حد قوله، وأشار إلى أنه يرغب في التواصل مع الحكومة الإيرانية والشعب الايراني.
وأبدى الرئيس الأمريكي احترامه للتراث الإيراني، ووصف ايران بأنها مهد للحضارة، لكنه قال إن الحكومة الايرانية لا تخدم الشعب الايراني جيدا.
وسئل أوباما عما إذا كان سيمنع اسرائيل إذا قررت قصف مواقع نووية ايرانية، فقال إنه «لن يتعامل مع فرضيات».
وأضاف أن إسرائيل تشعر بقلق بالغ من إعلان رئيس دولة كبيرة بالقرب منها بأنها يجب أن تمحى من على وجه الأرض.
وقال أوباما ان ايران يمكن ان تلعب دورا بناء في إرساء الاستقرار في افغانستان المجاورة، وان الولايات المتحدة ترغب في العمل مع طهران لتحقيق هذا الهدف.
وفي غضون ذلك، أعلن جلين ديفيز مبعوث واشنطن لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن محادثات ايران والقوى الكبرى حول برنامج طهران النووي المثير للجدل ينبغي أن تكون واسعة النطاق ولا تركز فقط على خطة محتملة لتبادل الوقود النووي. وفي غضون ذلك ، التقى الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد بالأمريكية سارة شورد التي كانت محتجزة لدى طهران منذ ما يزيد عن عام وتم إطلاق سراحها مؤخرا.
وذكرت شبكة «سي إن إن» الأمريكية أمس أن شورد أعربت عن شكرها للرئيس الإيراني لإعطائه الفرصة لها ولوالدتها للالتقاء به، مشيرة إلى أنها طالبت بذلك عندما كانت محتجزة في طهران لتوضيح أي سوء تفاهم أدى إلى اعتقالها هي واثنين من أصدقائها.
ولم تشر الشبكة الإخبارية إلى تفاصيل هذا اللقاء الذي انعقد على هامش مشاركة نجاد في الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وكانت السلطات الإيرانية اعتقلت الأمريكيين الثلاثة وهم شاون باور ـ 27 عاما ـ وسارة شورد ـ 31 عاما ـ وجاشوا فتال ـ 27 عاما ـ في 31 يوليو 2009 بعد دخولهم الأراضي الإيرانية قادمين من العراق بصورة غير شرعية، ووجهت إليهم تهمة التجسس لصالح المخابرات الأمريكية .
وعلى الصعيد نفسه، اعتبرت صحيفة »نيويورك تايمز« أن العواصف التى أثارها الرئيس نجاد بأقواله وتصريحاته النارية فى سياق مشاركته فى دور الانعقاد الجديد للجمعية العامة للأمم المتحدة لم تخل من ايماءات تصالحية.
ورأت الصحيفة الأمريكية، فى تقرير بثته الليلة الماضية على موقعها الإليكتروني أنه على الرغم من ردود الأفعال الحادة حيال تشكيك نجاد فى حقيقة هجمات الحادى عشر من سبتمبر عام 2001 فإن الرئيس الإيرانى أبدى ايماءة تصالحية فى الملف النووى لبلاده المثير للجدل والشكوك الغربية حوله عندما أعرب عن الأمل فى امكانية استئناف المفاوضات فى وقت مبكر من شهر اكتوبر المقبل حول مسألة الوقود النووي.
ونوهت «نيويورك تايمز» بأن هذه المسألة تنطوى على أهمية كبيرة لأنها تعنى استئناف العملية الدبلوماسية بين الغرب وإيران والتى كانت قد انهارت فى العام الماضي.
ولاحظت الصحيفة أن الرئيس الإيراني بدا حريصا فى تصريحاته بنيويورك على الفصل بين ما ورد في خطابه الذى ألقاه يوم الخميس من منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة فى نيويورك مثيرا عواصف الانتقادات بسبب تشكيكه فى حقيقة ما جرى يوم 11 سبتمبر 2001 وبين الملف النووى الإيرانى والجهود الجارية للتوصل إلى حل سلمى للأزمة الناجمة عن الأنشطة النووية لبلاده.
وعلى صعيد آخر ، طالبت الأرجنتين أمس إيران بتحديد بلد ثالث لاستضافة محاكمة مسئولين ايرانيين متهمين من قبل بوينس ايرس بتدبير تفجير المركز اليهودي عام 1994 الذي أودى بحياة 85 شخصا.
وتسعى الارجنتين إلى القبض على مسئولين حكوميين كبار في طهران على صلة بالهجوم الذي دمر مبنى الرابطة الارجنتينية الاسرائيلية المشتركة بفعل شاحنة محملة بالمتفجرات.
وقالت رئيسة الارجنتين كريستينا فيرنانديز في كلمتها أمام الاجتماع السنوي للجمعية العامة للامم المتحدة إنه يتعين ان تختار الجمهورية الاسلامية بلدا ثالثا لعقد تلك المحاكمة.