‏هيمنت أزمة تعامل فرنسا مع المهاجرين من الغجر علي قمة الاتحاد الاوروبي التي عقدت أمس في بروكسل وسط أجواء أوروبية مشحونة و غاضبة إزاء السياسة الفرنسية ضد الغجر‏.

تلك الأجواء التي أججتها تصريحات فيفيان ريدنج مفوضية العدل الأوروبية عندما انتقدت فرنسا‏,‏ وشبهت عمليات الهجرة القسرية للغجر من فرنسا بتهجير اليهود من ألمانيا النازية خلال الحرب العالمية الثانية‏.‏

وانتقدت المسئولة الأوروبية الحكومة الفرنسية لقيامها بتفكيك مخيمات الغجر غير الشرعية وترحيل المئات من المهاجرين إلي رومانيا وبلغاريا‏,‏ مؤكدة ان تلك الاجراءات الفرنسية تعد خرقا للقوانيين الأوروبية وهددت باتخاذ إجراء قانوني ضد فرنسا‏.‏

ومن جانبه‏,‏ أعرب الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي عن غضبه الشديد من الانتقادات التي وجهتها ريدنج لفرنسا قائلا ان فرنسا لا يعيبها شيء و أضاف اذا كانت لوكسمبورج التي تنتمي إليها ريدنج‏-‏ تتسع لهؤلاء المهاجرين فلتأخذهم الي أراضيها‏.‏

و قال رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا فيون معلقا علي الانتقادات إن المقارنات مع الحرب العالمية الثانية غير واقعية ولا يمكن تخيلها ومخزية‏,‏ وقال للصحفيين إن ريدنج اعتذرت عن تعليقاتها‏.‏

كما انتقد بيير لولوش وزير الشئون الأوروبية الفرنسي ريدينج قائلا‏:‏ إنها تجاوزت الحدود عندما اتهمت فرنسا بخرق قانون الاتحاد الاوروبي الذي يكفل حرية انتقال الاشخاص بإعادتها مهاجري الغجر إلي رومانيا وبلغاريا‏.‏ و اضافتذكرة عودة علي طائرة الي بلد المنشأ بالاتحاد الاوروبي ليس مماثلا لقطارات الموت وغرف الغاز‏.‏

وقد اضطرت المسئولة الاوروبية الي الاعتذار عن تصريحاتها مؤكدة أنه سيء فهمها و انها لم تكن تقصد مقارنة فرنسا بألمانيا النازية وذلك في أعقاب رد فعل الحكومة الفرنسية الشديد علي تلك التصريحات‏.‏

وقالت ميركل عشية قمة الاتحاد الأوروبي يحق بالطبع للمفوضة تقييم ما إذا كانت الدول الأعضاء تتصرف علي أساس المعاهدات الأوروبية‏.‏ لكنني أعتقد أن اللهجة التي استخدمتها السيدة ريدنج للتعبير عن رأيها‏,‏ خاصة المقارنات التاريخية‏,‏ لم تكن مناسبة تماما‏.‏