أعلنت باكستان أمس أنها ستفرض قيودا علي عمل الجمعيات الخيرية المرتبطة بإسلاميين متشددين يحاولون استغلال حالة الغضب السائدة بين ضحايا الفيضانات‏. ياتى ذلك وسط مخاوف من أن تؤدي مشاركتها في جهود الاغاثة الي تقويض معركة اسلام اباد ضد جماعات مثل حركة طالبان الاسلامية‏.‏وبينما كافحت الحكومة الباكستانية التي أربكها حجم الكارثة لإيصال المساعدات الي ملايين الاشخاص سارعت جمعيات خيرية إسلامية بموارد اقل بكثير لملأ الفراغ‏.‏ وليست هذه المرة الاولي التي تعلن فيها الحكومة قيودا علي الجمعيات الخيرية المرتبطة بجماعات متشددة‏.‏ ويقول منتقدون إن أي جمعية محظورة تعاود الظهور بمسمي جديد مع عزوف السلطات عن وقف انشطتها‏.‏ وقال وزير الداخلية الباكستاني رحمن مالك الجمعيات المحظورة غير مسموح لها بزيارة المناطق المنكوبة‏..‏ سنلقي القبض علي أعضاء الجماعات المحظورة الذين يجمعون اموالا وسنحاكمهم طبقا لقانون مكافحة الارهاب‏.‏ وكان الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري وعضو بارز في مجلس الشيوخ الامريكي قد حذرا في وقت سابق من أن متشددين يحاولون الترويج لفكرهم خلال أزمة الفيضانات كما حدث بعد زلزال ضرب الجزء الباكستاني من كشمير عام‏2005.‏ وقال السيناتور الامريكي جون كيري الذي تفقد مناطق منكوبة بالفيضان برفقة زرداري أمس الأول إنه لابد من اتخاذ اجراء لمنع اي شخص من استغلال معاناة المواطنين‏.‏ وفي إشارة الي المخاوف المتنامية من تداعيات الفيضانات قال كيري إنه سيتم توجيه‏200‏ مليون دولار من حزمة مساعدات امريكية لباكستان قيمتها‏7.5‏ مليار دولار علي مدي خمس سنوات الي جهود الاغاثة‏.‏ جاء ذلك في الوقت الذي قادت فيه الولايات المتحدة موجة من التعهدات بتقديم مزيد من الاموال لباكستان خلال إجتماع خاص للجمعية العامة للامم المتحدة‏.‏ ووعدت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون بتقديم‏60‏ مليون دولار اضافية لتصل جملة الاسهامات التي ستقدمها واشنطن لجهود الاغاثة العاجلة الي اكثر من‏150‏ مليون دولار‏.‏ وفي موسكو‏,‏ قال محللون انه يتعين علي روسيا التي كانت ثالث أكبر مصدر للقمح في العالم العام الماضي أن تستورد ملايين الأطنان من القمح لأول مرة منذ أكثر من عشر سنوات بعد أسوأ موجة جفاف تتعرض لها فيما يزيد عن قرن من الزمن‏.‏ ويقدر محللون ان تبلغ واردات روسيا‏2.2‏ مليون طن‏,‏ لكن تقريرا نشر في صحيفة فيدوموستي ذكر أن موسكو قد تستورد خمسة ملايين طن علي الأقل من الحبوب هذا العام‏.‏ ونفت وزارة الزراعة الروسية بسرعة انها تعتزم استيراد ما يصل الي خمسة ملايين طن من الحبوب في عام‏2011/2010‏ واستيراد خمسة ملايين طن قد يضع روسيا علي قدم المساواة تقريبا مع مصر أكبر مستورد للقمح في العالم‏.‏ وتشير التقديرات الي أن موجة الحر القاتلة التي شهدتها روسيا دمرت ربع محصول الحبوب الروسي وقد تخصم‏14‏ مليار دولار من الناتج المحلي الاجمالي لهذا العام‏.‏ ومن المتوقع أن يبلغ اجمالي محصول الحبوب الروسي رسميا ما بين‏60‏ و‏65‏ مليون طن بالرغم من أن البعض يتوقع صعوبة في أن يتخطي المحصول‏60‏ مليون طن هذاالعام وهو ما يقل كثيرا عن انتاج العام الماضي الذي بلغ‏97‏ مليون طن وانتاج عام‏2008‏ الذي وصل الي‏108‏ ملايين‏.